ماذا يقال حول أخذ الرجال لزينتهم؟ ما هو الحكم إذا أبقيت على لحتي وكنت أشذبها (ولم أحلقها) وكنت أنوي بذلك أن أطلقها في وقت لاحق (قريبا جدا)؟ بعض العلماء يعتقدون بأن تلك الأمور (خصوصا تزيين النفس) مثل هذه للرجال ، وللنساء الحجاب ، يجب أن تترك، وألا يركز عليها كثيرا . وهم يقولون بأن يركز الناس على أرواحهم ، وعلى إيمانهم ، وعلى ممارساتهم مثل الصلاة وسنة النبي عليه السلام . أليس التزين هو جزء من السنة ، هذا شيء نقوم به كل يوم ، وهو شيء يتعلق بشخصيتنا . وكل ما أبحث عنه هو ما يقربني من حب الله ، وأسأل الله أن يرشدنا جميعا للطريق المستقيم .
الحمد لله.
" لا بأس بالتجمل ولباس الزينة وما أشبه ذلك ، قال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) والريش هو لباس الزينة والجمال . ولما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام خصلة الكِبر فقال : (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كِبر) ، قالوا : يا رسول الله ، إن الرجل يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه حسنا ؟ فقال : (إن الله جميل يحب الجمال ، الكِبر بطر الحق ، وغمط الناس) .
فالإنسان عليه أن يظهر بمظهر حسن ، ولكن لا يقصد بذلك التكبر والإعجاب بنفسه ، ولفت الأنظار ، إنما يقصد التحدّث بنعمة الله ، وإظهار ما أعطاه الله ، كما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلا عليه ثياب بِذْلة [هي ما يمتهن من الثياب، كثياب العمل] ، فسأله هل عندك مال ؟ فقال : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فليُر عليك أثر ذلك) . وفي حديث آخر : (إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يظهر عليه أثرها) . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، قال : إني لأتجمّل لامرأتي كما أحبّ أنها تتجمّل لي .
فعلى الإنسان أن يظهر بمظهر جمالي في لبسه وشعره وتعطّره كما يرغب بذلك من امرأته . واللحية جمال الرجال ، وعليهم أن يتجملوا بإعفائها ، وهي زينة ، ومن وقع منه شيء من الخلل بتقصيرها فعليه أن يتوب ويُقلع عن ذلك بإعفائها ، وذلك كله من أسباب الجمال ، والله أعلم "
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
وينبغي أن يُعلم أن الأهم ـ فعلاً ـ هو الاهتمام بالقلب وإصلاحه ، ولكن ليس معنى ذلك ـ كما يظن البعض ـ أن تترك الأمور الظاهرة ، وقد يكون بعضها واجباً ، كإعفاء اللحية للرجال ، ولبس الحجاب للنساء ، فإن القلب إذا صلح فلابد أن يظر أثر ذلك على الجوارح ، بطاعتها الله ، وبعدها عن معصيته ، أما أن يكون القلب صالحاً ، والإيمان قوياً ، ولا يظهر ذلك على جوارح الإنسان فهذا لا يمكن ، قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه البخاري (52) ومسلم (1599) .
والله أعلم