الحمد لله.
"الجبار له ثلاث معان :
الأول : جبر القوة ، فهو سبحانه وتعالى الجبار ، الذي يقهر الجبابرة ، ويغلبهم بجبروته وعظمته ، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته في يده وقبضته .
الثاني : جبر الرحمة ، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة ، ويجبر الكسير بالسلامة ، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها ، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها ؛ وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .
الثالث : جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم ، وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم ، ويرى أفعالهم ، ويعلم ما توسوس به نفوسهم .
قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار :
وكـذلك الجـبار فـي أوصافه والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا ذا كسرة فالجبر منه دان
والثاني جبـر القهر بالعـز الذي لا ينبغي لسواه من إنسان
ولـه مسمى ثالث وهـو العلـو فـليس يـدنو منـه إنسان
من قـولهم جبـارة للنـخلة العلـ يـا التي فـاقت كـل بنان" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
"فتاوى العقيدة" (صـ 56) .