الحمد لله.
"الله أعلم . ربك هو الحكيم العليم . ليس عندنا يقين بالحكمة في هذا ، ولكننا نعلم أن ربنا حكيم عليم ، يقول جل وعلا : (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) الأنعام/83 ، ويقول سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء/11 .
فمن حكمته البالغة جعل اللغات متعددة ، وجعل الناس ألواناً كذلك كما قال عز وجل : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) الروم/22 .
فقد يكون من الحكمة الدلالة على قدرته العظيمة ، وأنه سبحانه قادر على أن يجعل لهؤلاء لغة ولهؤلاء لغة ؛ فإن هذا أبين للقدرة العظيمة .
وقد يكون من الحكم أشياء أخرى لا نعقلها ولا نفهمها ، وقد يفهمها غيرنا من أهل العلم .
فالحاصل أن مِنْ أوضح الحِكَم في ذلك أنه سبحانه وتعالى قدير ؛ ولهذا جعل لغات الناس متعددة وأخبر أن هذا من آياته : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) الروم/22 ، وألسنتكم : أي لغاتكم .
فكما جعلهم ألواناً فيهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك ، وجعلهم أيضاً مختلفين في الأحجام ؛ هذا طويل ، وهذا قصير ، وهذا بين ذلك ، وجعلهم مختلفين في الأخلاق والعقول ، هكذا مسألة اللغات ، كلها تدل على قدرته العظيمة ، وأنه يتصرف كما يشاء سبحانه وتعالى ، وقد تكون هناك حكم كبيرة لا نفهمها" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/314) .