الحمد لله.
"كتابة الآيات لعلاج المريض غير مشروع ولا تُعلّق عليه ، ولا تكتب على جسده ، كل هذا غير مشروع ، إنما المشروع أن يقرأ عليه وأن ينفث عليه ويدعى له بالشفاء والعافية ، يقرأ بعض الآيات على جزء من جسده ، على صدره أو على يده أو على رأسه ويدعو له فهذا لا بأس به ، وهو من الرقية المشروعة ، يرقي الراقي المريض ويقرأ عليه القرآن حتى يشفيه الله .
فالنبي عليه الصلاة والسلام قد رقى وقال : (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا) .
أما أن يكتب آيات تعلق في رقبته ، أو في عضده ، فهذا ليس من الشرع ، أو يكتب له أحاديث أو كلمات أخرى ؛ أو دعوات أو مسامير أو طلاسم ـ حروف مقطعة ـ أو أشباه ذلك فكلُّ هذا لا يجوز ، حتى القرآن لا يعلق .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) فالحجب والحروز والجوارب التي يعلقها بعض الناس على المرضى في أعناقهم ، في أعضادهم ، أو في غير ذلك فهذا لا يجوز ، ولكن الرقية لا بأس بها .
وكذلك إذا قرأ في ماء ثم شرب الماء فهذا أيضاً لا بأس به ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذا ، كما في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في ماء لثابت بن قيس : فهذا لا بأس به .
وأما التعليق فلا يعلق لا القرآن ولا غيره ولا في الرقبة ولا في اليد ، كل هذا ليس بعلاج مشروعاً ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/326) .