الحمد لله.
لم نقف على حديث بالمعنى الوارد في السؤال ، ولا على حديث قريب منه ، ولكن يكفي الحجاب فضلا أن الله عز وجل أمر به في كتابه الكريم ، فقال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/59.
فالمرأة المتسترة ملتزمة بأمر الله ، ممتثلة لشرعه ، ومن كانت كذلك استحقت المغفرة عند الله عز وجل .
يقول الله عز وجل : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35.
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" ( وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ ) عن الزنا ومقدماته " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن " (ص/664)
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )
رواه البخاري (رقم/6474)
ولا شك أن المرأة المتحجبة حجابا كاملا مع تخَلُّقِها بالعفاف والحياء ، أكثرُ صيانةً لنفسها وعرضها من تلك التي نقص حجابها ، وانكشف شيء من بدنها ، وإن كانت هذه الثانية بعيدة أيضا عن الزنا ومقدماته .
ولذلك وعد الله عز وجل النساء اللاتي تحلين بالحجاب الكامل وصيانة العرض عن الحرام المغفرةَ والأجرَ العظيم ، وضمن لهن النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة .
والله أعلم .