فتاة يتيمة في منتصف العشرين ، متدينة ، ومن عائلة محافظة ، أرغب في الزواج من متدين ، ويا حبذا لو كان طالب علم شرعي ، لكن جميع من تقدم لخطبتي أناس عاديون من ناحية الدِّين ، مثلاً : يصلي وخلوق ولكن يسمع أغاني أو يجلب القنوات الفضائية لبيته ، عندما يتقدم لخطبتي أشترط عدم جلب القنوات الفضائية ، فعندما يسمع الخاطب هذا الشرط يذهب ولا يعود ، هل أكتفي بكون الخاطب مصليّاً وعلى خُلُق أم أصر على شرطي خاصة وأن عمري لم يعد يسمح بوضع شروط ؟ .
الحمد لله.
أولاً :
اشتراط الأخت السائلة في المتقدم لها للزواج بها أن يكون متديِّناً أمرٌ طيب ،
وتُشكر على اشتراطها هذا ، وتعان عليه ، ويُدعى لها بالتوفيق لتحقيقه .
ولا ينبغي للمرأة أن تتنازل عن اشتراط التدين في الزوج ، وليس شرطاً أن يكون طالب
علم ، ولكن المهم أن يبتعد عن المحرمات ويقوم بالواجبات بقدر استطاعته ، ولا شك أن
التدين درجات ، ويمكن لها قبول المسلم الملتزم بترك المحرمات وفعل الواجبات وعنده
من المروءة والرجولة والغيرة ما يصلح أن يكون زوجاً يحافظ على عرضه ويغار عليه .
وفي كل الأحوال لا ينبغي للأخت المسلمة أن تقبل زوجاً يتهاون بالصلاة أو يريدها
تختلط بالرجال أو يكون مُطلقاً العنان لبصره وسمعه في مشاهدة واستماع المحرَّمات .
فإذا كان شرط الأخت السائلة على المتقدمين أن لا يكون في بيتهم قنوات فضائية كتلك
التي تنشر الفساد : فنِعم الشرط ، ولتستمر عليه .
وقد يسَّر الله تعالى في زماننا هذا " رسيفرات " مبرمجة على استقبال القنوات
الإسلامية والمباحة الهادفة ، وفي تلك القنوات تُعرض الأخبار والمحاضرات والبرامج
النافعة من غير أن يقع المسلم في مخالفة شرعية ، وهذا من نِعَم الله علينا ، ومن
البدائل التي تقطع الطريق على من يتذرع بإحضار قنوات أخرى تعرض الفساد والمنكر .
ثانياً :
قد يتقدم العمر بالفتاة وتخشى أن يفوتها سن الزواج ، فحينئذ قد ترى أنه من الأفضل
لها أن ترضى بزوج ـ مستقيم وصاحب خلق في الجملة ـ وإن كان عنده بعض المعاصي ،
وتحاول معه وتأخذ بيده إلى الاستقامة الكاملة بقدر الإمكان .
فيكون هذا من باب ارتكاب أخف الضررين ، وعليها أن تجتهد في الاختيار في هذه الحال
من هو معروف بحسن الخلق والغيرة ويكون من أسرة معروفة بذلك ، حتى لا يكون في قرارها
ذلك مخاطرة بدينها ومستقبل أولادها .
وينبغي أن تستشير في ذلك العقلاء من أهلها .
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (112068)
.
والله أعلم.