الحمد لله.
وأما سائر المجالس ، فعلى حسب ما اعتاده الناس ، وما
هو الأرفق بهم في تلك المجالس ؛ فإن كان الأنسب لحالهم أن يجلسوا على الكراسي :
فليس في ذلك حرج ولا مخالفة للسنة .
ولا يزال الطلبة في كافة مراحلهم التعليمية يجلسون على تلك المقاعد المعدة لهم ،
ولا نعلم أحدا من أهل العلم أنكر ذلك يوما ، أو أمر بالجلوس على الأرض ؛ لأنه أقرب
للسنة .
وقد روى البخاري (3238) ومسلم (161) عن جَابِر بْن
عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – في قصة بدء الوحي - أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي
الْوَحْيُ فَتْرَةً ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ،
فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي
بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... الحديث )
وروى مسلم (876) عن أبي رِفَاعَةَ رضي الله عنه قال : " انْتَهَيْتُ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ : فَقُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا
دِينُهُ ؟ قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ
حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا ، قَالَ : فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ،
ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا " .
وروى أبو داود (113) عن عبد خير قال : رأيت عليا رضي الله عنه أتي بكرسي فقعد عليه
، ثم أتي بكوز من ماء فغسل يديه ثلاثا ثم تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد ، وذكر
الحديث.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وقد سئلت اللجنة الدائمة :
هل صحيح أن الأكل على الطاولة - غرف السفرة - تشبه بالكفار ، وهل استعمال الملعقة
أو الشوكة أثناء الأكل من الكبر ، أو من التشبه بالكفار ؟
فأجابت اللجنة : " لا حرج في الأكل على ما ذكر من الطاولة ونحوها ، ولا في الأكل
بالشوكة والملعقة ونحوهما ، وليس في ذلك تشبه بالكفار ؛ لأنه ليس مما يختص بهم "
انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 / 309) .
والله أعلم .