الحمد لله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة : فلا شيء عليه في
ذلك ؛ لأن الله يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
قَدْراً ) الطلاق/2 -3 ، وهذا ترغيب في التقوي بأمر دنيوي " انتهى من "مجموع فتاوى
ورسائل ابن عثيمين" (2 / 209).
فابتغاء العبد بعمله واسع رحمة ربه في الدنيا والآخرة من حسن الظن بالله .
ولكن .. لا يكونن قصدك الدنيا وتحصيل منافعها ، وأنت
معرض عن الآخرة غير راغب فيها ، قال الله عز وجل : ( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ *
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) البقرة/ 200 – 202
قال الشيخ السعدي :
" والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد ، من رزق هنيء
واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر به العين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ،
ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة .
وحسنة الآخرة هي السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصول رضا الله
، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم ، فصار هذا الدعاء أجمع دعاء
وأكمله وأولاه بالإيثار " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 92)
والله أعلم .
وينظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (142425)