يكتفي بعض الناس عن الذهاب لتعزية المصاب ، بإرسال رسالة قصيرة يعزي فيها المصاب أو عن طريق الاتصال ، فهل يكون بهذا قد أصاب السنة ؟
الحمد لله.
تعزية المصاب تحصل بأي وسيلة من الوسائل المشروعة ، سواء كان عن طريق الكتابة أو عن
طريق الاتصال أو المشافهة أو يوكل شخصاً يقوم بالتعزية عنه ؛ لأن المقصود من
التعزية هي تسلية المصاب وحمله على الصبر والرضا بما قدره الله ، ولا شك أنها تحصل
بما ذُكر، ولا يشترط أن يذهب للمصاب ويعزيه مشافهة ، وإن كان هذا أكمل .
روى البخاري (1284) ومسلم (923) عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : (كَانَ ابْنٌ
لِبَعْضِ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي ـ أي
: يحتضر ـ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا : أَنَّ
لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ...)
ففي الحديث دلالة على أن التعزية لا يشترط لها ذاهب المعزي بنفسه؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم لم يذهب لتعزيتها ، بل أرسل إليها من يقوم مقامه ، ولم يذهب بنفسه
عليه الصلاة والسلام ، مع أن المصابة من أقرب الناس إليه ، فدل ذلك على أن التعزية
تحصل بأي وسيلة مشروعة .
وجاء في "مطالب أولي النهى" (1/929): " ومن جاءته
تعزية بكتاب ; ردها على الرسول لفظاً , قاله الإمام أحمد " انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " وإذا أراد التعزية فيكتب لهم كتاباً أو يتصل
بالهاتف أو يزورهم ، وهذا أكمل " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/408).
والله أعلم