هل للتعزية صيغة محدودة تقال عند التعزية؟
الحمد لله.
التعزية هي حمل المصاب على الصبر، وليس لها ألفاظ مخصوصة، والأفضل أن يعزي بالألفاظ التي عزى بها النبي صلى الله عليه وسلم مثل: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "ليس في التعزية شيء مؤقت [يعني: محدد]." انتهى من "الأم" (1/317) .
وقال ابن قدامة رحمه الله: "لا نعلم في التعزية شيئاً محدوداً..." انتهى من "المغني" (2/212) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "وليس فيها لفظ مخصوص، بل يعزي المسلم أخاه بما تيسر من الألفاظ المناسبة مثل أن يقول: (أحسن الله عزاءك وجبر مصيبتك وغفر لميتك ) إذا كان الميت مسلماً.." انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/380) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: "ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم، ويكف من حزنهم، ويحملهم على الرضا والصبر، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، إن كان يعلمه ويستحضره، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع..." انتهى من "أحكام الجنائز" (1/163) .
والأفضل أن يُعزى المصاب بما عَزَّى به النبي صلى الله عليه وسلم ابنته بقوله: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ رواه البخاري (1284)، ومسلم (923) .
جاء في "الجوهرة النيرة" (1/110): "لفظ التعزية : عَظَّم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك، وألهمك صبراً، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرا، وأحسن من ذلك تعزية رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحدى بناته كان قد مات لها ولد فقال: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى." انتهى
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: " وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص، ولهذا قال النووي في "الأذكار" وغيره: "وهذا الحديث أحسن ما يعزي به." انتهى من "أحكام الجنائز" (1/164) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أحسن ما يعزى به من الصيغ ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته .... ثم ذكر الحديث السابق .
ثم قال: وأما ما اشتهر عند الناس من قولهم: "عظَّم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وغفر الله لميتك"، فهي كلمة اختارها بعض العلماء، لكن ما جاءت به السنة أولى وأحسن." انتهى من "مجموع الفتاوى" (17/339) .
والله أعلم.