تسافر للدراسة بدون محرم ووالدها لن يسمح لها بترك الدراسة
أرجو أن توضحوا لي حكم سفر المرأة بدون محرم للدراسة ؟ وهل إذا كان هذا حرام هل عليها كفارة ؟ أو عليها أن تترك درستها ؟ مع العلم أن والداها لن يسمح لها بترك الدراسة ، ولايوجد مجال للتحويل .
وجزاكم الله خيرا .
الجواب
الحمد لله.
لا يخفى على أحد ما حصل من التهاون في السفر من دون محرم ، من المفاسد ، خاصة إذا
كان سفرا في وسائل مواصلات مختلطة ، مضافا إلى الدراسة المختلطة ...
والحاصل : أنه لا يجوز السفر من دون محرم للدارسة الجامعية ، وإنما عليها أن تحاول
الدخول في دراسة لا تقضي منها سفرا محرما ، ولو كان عن طريق الانتساب ، ولو كان من
خلال ما يعرف بالتعليم المفتوح .
فإن لم يمكن ذلك ، وأصر والدها على دراستها ، ولم يكن لها مندوحة منها ، فعليه أن
يصحبها هو أو أحد محارمها في أثناء سفرها ، حتى تبلغ المكان الذي تقيم فيه ، ولا
يشترط أن معها محرمها مدة إقامتها في مكان دراستها ؛ فقط يشترط أن يصحبها أثناء
السفر ، فإذا وصلت إلى البلد الذي تقيم فيه ، رجع هو ، إن شاء ، بعد أن يطمئن على
إقامتها في مكان آمن ، ومع رفقة آمنة .
وبالإمكان التغلب على الصعوبات التي قد تواجه ذلك ، بتقليل عدد مرات السفر ، وتنسيق
مواعيده مع ما يتناسب وظروف أهلها ومحارمها .
وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
قَدْرًا ) الطلاق/2-3 .
وأما عن كفارة ذلك : فليس في السفر من دون محرم شيء من الكفارات ، أو الحدود ، أو
العقوبات في الدنيا ، ولو كان فيه كفارة ، فلا يجوز الإقدام على المحرم ، لأجل أن
الكفارة تجبره ، بل يجب الانتهاء عنه ، وتعظيم حدود الله وحرماته ؛ فقد حرم الله
على المرأة المسلمة ذلك ، وجعله من مقتضيات إيمانها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُسَافِرُ
مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ) رواه البخاري (1088) ومسلم (1338) .
وينظر : جواب السؤال رقم (82392)
والله أعلم .