لا بأس في تسمية المولودة باسم "إرام فاطمة"
ولدت لأخي مولودة جديدة ، ويريد أن يسميها " إرام فاطمة "، فهل هذا الاسم مناسب ، وهل له معنى ، أرجو التوجيه ؟
الجواب
الحمد لله.
إذا كان اسم " إرام فاطمة " مستعملا في لغة قومك وبني جنسك ، وكان لا يشتمل على
معنى يخالف الشريعة أو يخل بآدابها : فلا حرج في التسمي به ، إذ ليس من شرط الاسم
المشروع أن يكون واردا في الكتاب والسنة ، كما ليس من شرطه أن يكون عربيا ، وليس في
الشريعة ما يدل على استحباب أن تتسمى جميع الأجناس من غير العرب بالأسماء العربية ،
إنما يجب الابتعاد عما يختص به أهل الديانات الأخرى من الأسماء ، وما يغلب استعماله
في أهل تلك الديانة " كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى ونحوها ، فلا يجوز للمسلمين أن
يتسموا بذلك ؛ لما فيه من المشابهة فيما يختصون به " نقلا عن " أحكام أهل الذمة "
لابن القيم (3/251) .
أما إذا كان اسما أعجميا - غير عربي - ذا معنى حسن طيب ، فلا حرج في استعماله
والتسمي به ، فقد كان الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتسمون ويسمون أبناءهم
بأسماء حسنة طيبة ، يأخذونها من عرفهم وعوائدهم ، ولا يلتزمون فيها العربية ، ومن
ذلك أسماء : إسرائيل وإسحاق وموسى وهارون .
وقد ذكر الإمام الماوردي رحمه الله أمورا مما يستحب اختيارها في الأسماء ، وكان مما
قال :
" أن يكون حسناً في المعنى ، ملائماً لحال المُسمَّى ، جارياً في أسماء أهل طبقته
وملته وأهل مرتبته " انتهى من " نصيحة الملوك " (ص167) .
ولما كانت هذه الكلمة " إرام " غير مستعملة في اللغة العربية بحثنا عنها في اللغات
الأخرى ، فتبين لنا – من خلال البحث في بعض المواقع – أن اسم " إرام " المستعمل في
تسمية الإناث في بعض البلاد الإسلامية معناه – في لغتهم -: حديقة في الجنة .
فإن كان هذا هو معناه في لغتكم حقا ، فلا حرج في التسمي به ، بل هو معنى حسن ؛ لكن
لا يظهر لنا معنى في إضافته إلى فاطمة ، وليس لفاطمة اختصاص بجنة دون نساء العالمين
؛ فالأسلم الاكتفاء بأحد الاسمين : إما فاطمة ، وإما إرام ، إن كان هذا معتادا
عندكم .
والله أعلم .