الحمد لله.
قوله عليه الصلاة والسلام : (أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ
أَيْنَ أَنَا غَدًا..) .
قال القاضي عياض رحمه الله : "هذا لمحبته لها [يعني : عائشة] ، وحرصه على أن يكون
عندها ، حتى استأذن أزواجه في تمريضه عندها ، ليكون عن طيب أنفسهن فيبلغ غرضه مع
تطييبه أنفسهن ، مع التزامه ما التزمه من العدل بينهن" انتهى من "إكمال المعلم شرح
صحيح مسلم" (7/229) .
وقولها (قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي) :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وَالسَّحْر : هُوَ الصَّدْر ، وَهُوَ فِي الْأَصْل
الرِّئَة . وَالنَّحْر : الْمُرَاد بِهِ مَوْضِع النَّحْر [أسفل الرقبة]" انتهى من
"فتح الباري" (8/139) .
وأما قولها : (مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي)
: فَالْحَاقِنَة : مَا سَفَلَ مِنْ الذَّقَن ، وَالذَّاقِنَة مَا عَلَا مِنْهُ .
وَالْحَاصِل : أَنَّ مَا بَيْن الْحَاقِنَة وَالذَّاقِنَة هُوَ مَا بَيْن السَّحْر
وَالنَّحْر، وَالْمُرَاد أَنَّهُ مَاتَ وَرَأْسه بَيْن حَنَكهَا وَصَدْرهَا صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهَا... "انتهى من "فتح الباري" (8/139) .
وقال صاحب النهاية في "غريب الأثر" (2/875) : " أي أنه ماتَ وهو مُسْتَنِد إلى صدرِها وما يُحاَذِى سَحْرَها منه " انتهى .
قوله : ( فلما كان يومي قبضه الله ) أي يومها الأصيل بحساب الدور والقسم وإلا فقد كان صار جميع الأيام في بيتها " انتهى من "شرح مسلم" (15/208) .
والله أعلم