تعريف عام بكتاب " سنن النسائي الصغرى " وما فيه من ضعيف
هل كل الأحاديث الواردة في " سنن النسائي الصغرى " صحيحة ؟ .
الجواب
الحمد لله.
أولاً:
1. الإمام النسائي هو : أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي ،
يكنى بأبي عبد الرحمن ، و" النَّسائي " بفتح النون مع التشديد نسبة إلى بلدة في
خراسان يقال لها " نَسا " بفتح النون .
2. ولد عام 215 هـ ، وتوفي عام 303 هـ .
3. يُسمَّى كتابه " السنن الصغرى " بـ " المُجتبى " أو " المُجتنى " ، والأول أصح
وأشهر ، وقد اختلف أهل العلم فيها هل هي من اختصار المؤلف نفسه ، كما يقوله ابن
الأثير وابن كثير والعراقي والسخاوي ، أو هو من اختصار تلميذه أبي بكر ابن السني ،
كما يقوله الذهبي وابن ناصر الدين الدمشقي.
4. عدد أحاديث " السنن الصغرى " ( 5774 ) حديثاً .
5. أطلق بعض العلماء على سنن النسائي اسم " الصحيح " ، ومنهم أبو علي النيسابوري ،
وابن عدي ، والدارقطني ، وابن منده ، والخطيب البغدادي ؛ وذلك لقوة شرط الإمام
النسائي وتحريه للأحاديث ، ولكن لا يسلم هذا القول لقائله ؛ فقد بلغت الأحاديث
الضعيفة في سننه – رحمه الله - حوالي 500 حديثاً – تقريباً - بحسب حكم الشيخ
الألباني رحمه الله ، وتختلف النتيجة بحسب حكم الإمام الناقد ، وقد رأينا الإمام
ابن كثير رحمه الله ينتقد من يزعم صحة أحاديث سنن النسائي ، وينتقد من يزعم أن شرط
النسائي أشد من شرط الإمام مسلم رحمه الله ، حيث يقول :
وقول الحافظ أبي علي بن السكن وكذا الخطيب البغدادي في كتاب " السنن " للنسائي :
إنه صحيح : فيه نظر ، وأن شرطه في الرجال أشد من شرط مسلم : غير مسلَّم ؛ فإن فيه
رجالاً مجهولين : إما عيناً أو حالاً ، وفيهم المجروح ، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة
ومنكرة ، كما نبهنا عليه في " الأحكام الكبير " .
" الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث " ( ص 44 ) .
6. والسنن الصغرى هو أقل الكتب الستة بعد الصحيحين في الأحاديث الضعيفة ، وليس فيه
حديث موضوع واحد .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " وفي الجملة : فكتاب النسائي أقل الكتب بعد
الصحيحين حديثاً ضعيفا ، ورجلاً مجروحاً " انتهى من " النكت على كتاب ابن الصلاح "
( 1 / 484 ) .
7. وتوجد شروح كثيرة للسنن الصغرى للنسائي من أشهرها : شرح السيوطي المسمَّى " زهر
الرُّبى على المجتبى " ، كما أن عليه حاشية عليه للإمام محمد بن عبد الهادي السندي
، كما شرح السننَ – صوتيّاً - الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله ، ومن أجمع
وأوعب الشروح " ذخيرة العُقْبى في شرح المجتبى " للشيخ محمد بن علي بن آدم بن موسى
الأثيوبي حفظه الله ، وهو معاصر ، وقد طبع في أربعين مجلَّداً ! وقد طبعت الأجزاء
الخمسة الأولى منه "دار المعراج " في الرياض ، وطبعت باقي أجزائه " دار آل بروم "
في مكة المكرمة ، وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية في " المكتبة الوقفية " وغيرها .
والله أعلم