الحمد لله.
ينبغي للمصلي أن يكون خاشعاً
في صلاته؛ لأن الخشوع لب الصلاة وروحها ، فينبغي على المرء أن يحافظ عليها، حتى
تكون صلاته تامة.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي
خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً ، فَلَمَّا
انْصَرَفَ قَالَ : ( اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي
بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي )
.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا وَأَنَا
فِي الصَّلَاةِ فَأَخَافُ أَنْ تَفْتِنَنِي ) رواه البخاري (373) ومسلم (556) .
والخميصة: ثوب مخطط من حرير أو صوف.
والأعلام: نقوش وزخارف.
والأنبجانية: كساء غليظ لا نقوش فيه ولا تطريز.
وعَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَرُدُّ عَلَيَّ ، فَلَمَّا رَجَعْنَا سَلَّمْتُ
عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ، وَقَالَ : ( إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا )
رواه البخاري (1216) ومسلم (837) .
قال النووي رحمه الله : " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ فِي
الصَّلَاة شُغْلًا ) . مَعْنَاهُ : إِنَّ الْمُصَلِّي وَظِيفَته أَنْ يَشْتَغِل
بِصَلَاتِهِ فَيَتَدَبَّر مَا يَقُولهُ , وَلَا يُعَرِّج عَلَى غَيْرهَا.." انتهى
من "شرح مسلم" .
ولا شك أن النظر إلى الزوجة على الهيئة المذكورة مشغل عن الصلاة ، فإن كان نظر فجأة ، من غير قصد ولا استرسال، ثم غض بصره وأقبل على صلاته فلا شيء عليه؛ لأنه لم يتعمد النظر..، وأما إن كان متعمداً مسترسلاً في النظر فأقل أحواله الكراهة؛ لما في ذلك من إثارة الشهوة والانشغال عن الصلاة ، وإذهاب الخشوع الذي هو روح الصلاة .
والله أعلم