الحمد لله.
وعنه رضي الله عنه قَالَ : ( كَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ السِّيَرَاءِ أَهْدَاهَا
لَهُ فَيْرُوزُ فَلَبِسْتُ الْإِزَارَ فَأَغْرَقَنِي طُولًا وَعَرْضًا فَسَحَبْتُهُ
وَلَبِسْتُ الرِّدَاءَ فَتَقَنَّعْتُ بِهِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَاتِقِي فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ارْفَعْ الْإِزَارَ
فَإِنَّ مَا مَسَّتْ الْأَرْضُ مِنْ الْإِزَارِ إِلَى مَا أَسْفَلَ مِنْ
الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ ) . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ : فَلَمْ أَرَ
إِنْسَانًا قَطُّ أَشَدَّ تَشْمِيرًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ . رواه أحمد
(5455) وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لأحاديث مسند الإمام أحمد.
ففي الحديثين أن النبي - صلى الله عليه وسلم – لم يأمره بتقصيره بل أمره بتشميره.
والتشمير رفع الثوب من أسفله.
وبوب البخاري رحمه الله في صحيحه : " بَاب التَّشْمِيرِ فِي الثِّيَابِ "
قال الحافظ رحمه الله : قَوْله : ( بَاب التَّشَمُّر فِي الثِّيَاب ) هُوَ
بِالشِّينِ الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْمِيم : " رَفْع أَسْفَل الثَّوْب " انتهى
"فتح الباري".
والحاصل: لا يلزم تقصير البنطلون، إن كان أسفل من
الكعبين، بل يكفي ثنيه؛ لأن المقصود عدم الإسبال وهو حاصل بثنيه.
والله أعلم