الحمد لله.
وبخصوص حالتك : إن أمكن أن يقوم أحد برعاية زوجك ، أو أمكن أن يعود هو من غير ضرر عليه ، أو وجد المحرم الذي يمكنه السفر معك مع قدرتك المالية على تحمل نفقة سفره ، لم يجز السفر بلا محرم .
وإذا تعذر ذلك كله ، وكان زوجك أو أحد محارمك سينتظرك في البلد الأجنبي ، فلا حرج إن شاء الله في سفرك ، على أن تكون إقامتك في ذلك البلد إقامة مأمونة إلى جوار زوجك ، أو بصحبة محرم لك .
والشريعة جاءت بجلب المصالح وتكثيرها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، وفي سفر المرأة في مثل حالتك هذه مصلحة رعاية الزوج والقيام عليه ، وقد يكون فيه مع ذلك مفسدة أعظم من التعرض للفتنة والاختلاط بالرجال أو الانفراد بالسكن ، فلا تُرتكب المفسدة الأعظم لتحقيق مصلحة أقل ، بل ينبغي النظر في موازنة المصالح والمفاسد جميعا في كل حالة ، فتقدم المصلحة الأعظم ولو فاتت مصلحة أقل ، وترتكب المفسدة الأقل لدفع مفسدة أعظم منها ، وعند التعارض والتوازن في المصالح والمفاسد ، فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .