الحمد لله.
ثانياً:
إذا علمت المرأة بسرقة زوجها من مالها فلتستر عليه ولتذكره بالله وتحذره من عاقبة
هذا الأمر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ
اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ
الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (2699) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فإن تاب وأناب فهذا هو المطلوب ، وإلا فلها أن ترفع أمرها إلى القضاء الشرعي لرفع
الضرر عنها، لكن هذا الأمر قد يسبب في توسيع المشكلة وتطورها ، ولا يستبعد أن يتنصر
الزوج لنفسه ويقوم بتطليق زوجته ومعلوم أن الطلاق بالنسبة للمرأة شيء عظيم.
والحاصل :
أنه لا يحل للزوج من مال زوجته شيء إلا بطيب نفس منها ، وأن سرقته من مالها محرم ،
بل هو من كبائر الذنوب ، ولا علاقة لذلك بأن يتزوج عليها أو لا يتزوج ، أو يكون
لهما أولاد وأحفاد أولا ؛ فله أن يتزوج إن شاء ، متى احتاج إلى ذلك ، وكان قادرا
عليه ؛ أما أن يأخذ من مالها ليتزوج به عليها ، فهذا مع ما هو محرم ، فإن فيه من
الخلل الخلقي الشيء الكثير .
على أننا ننصح الزوجة بالحكمة والتروي في معالجة هذا
الأمر ، فإن كان زوجها بحاجة إلى شيء من مالها ، لنفقته ، أو نفقة بيته ، فينبغي أن
تساعده وتعينه على أمره ، فلعل ذلك مما يحببه فيها ، ويؤلف بينهما .
والله أعلم