متردد في صلاحية ابنة خالته لتكون زوجة له ، ونصيحتنا له
أنا على مشارف الزواج من ابنة خالتي ، جميلة ، ولكنها متوسطة التدين ، وفيها من الكبر ما فيها من ناحية الكلام ، فكل من يجلس بجانبها يقولون لي بأنها لا تطاق بسبب دلعها في الكلام ، وأحياناً ملاسنة الكبار ، وأنا لي ٤ سنوات وأنا أستخير الله ، وحتى الآن عقلي يقول لي : لا ، وقلبي يقول لي : نعم ، أنا حيران ، أرجو منكم الفائدة هل أقدم على الزواج منها أم لا ، علماً بأن عمرها ١٨ سنة وأنا عمري ٢٥ سنة ؟ .
وجزاكم الله خير الجزاء .
الجواب
الحمد لله.
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الراغب بالنكاح أن يختار ذات الدين لتكون زوجة
له ؛ وذلك لعظم مسئولية الزوجة في بيتها وخطر مهامها ، فهي الراعية في بيت زوجها ،
وهي الحافظة لبيتها ولعرض زوجها ، وهي القائمة على تربية أولادها ، ولا يقوم بهذه
المهمة من اتصفت بالجمال وحده دون الدين ولا بالحسب والنسب دون الدين ولا من كانت
ذات مال من غير دين ، وأما ذات الدين فهي الصالحة للقيام بتلك المهام الجسيمة
العظيمة ، وإذا انضاف إلى تدينها أنها تكون ذات جمال وحسب ومال فهو خير ، لكنه لا
يغبن في تجارته من ظفر بذات الدين ولو خلت من ذلك كله ، ولمعرفة ما هي صفات وأعمال
المرأة ذات الدين نرجو النظر في جواب السؤال رقم (
96584 ) .
وأما بخصوص رغبتك نكاح ابنة خالتك وما ذكرته عنها من صفات فإننا نضع أمامك خيارين
لتختار المناسب منهما :
الأول : أن تعقد عليها وتؤجل الدخول بها لفترة مناسبة تقوم بها بتوجيهها وإصلاح
جوانب النقص عندها ، ومن عادة النساء في فترة ما قبل الدخول أن تُظهر أحسن أخلاقها
وخير أفعالها ، وهي بذلك تكشف لك عن خلق وأفعال الزوجة المستقبلية ، فقد تكون تلك
التصرفات المنفرة لك منها هي باعتبارها ابنة مدللة لا زوجة ، فأعطها فرصة لتثبت لك
أنها تصلح أن تكون زوجة لك ، على ألا يكون مقياس تغيرها ما تراه أنت منها وحدك ، بل
أن يشعر بذلك من يخالطها ، وقد كان يرى فيها تلك الأنفة والدلال سابقا ، فإن بدا
منها ما يبشر بتغيرها وتحسن حالها ، فبها ونعمت ، وإلا ، فأعرض عنها .
الثاني : أن تتركها ابتداء وتبحث عن زوجة غيرها ؛ لأن من يستخير تلك الفترة الطويلة
من شأنه أن لا يكون مطمئناً لصلاحية تلك الفتاة لتكون زوجة لها وخاصة مع قولك أن "
عقلك " يقول لك بأن لا تقدم على التزوج بها .
هذا ما نراه في أمر زواجك ، وأنت لك الخيار في الاختيار ، وبكل الأحوال فالنساء
المستقيمات على دينه كثيرات ولم يضيَّق عليك حتى لا يكون أمامك إلا ابنة خالتك تلك
، فاجزم أمرك واحزم رأيك ولا داعي للتردد فهو مضيع للأوقات ومهلك للأعصاب ، والله
يوفقك ويرعاك .
والله أعلم