الحمد لله.
ودعنا نصارحك بما نراه
نافعاً مجدياً وله أصل في السنَّة المطهرة : هبْك تزوجتَ امرأةً فاضلة عفيفة ، ووقع
حبُّها في قلب شقيق لك ! فهل يمكنك أن ترضى بذلك ؟! من المؤكد أن الجواب أنك لن
ترضي بذلك . أولستَ ستمنع من حصول الخطوة الأولى فيه ؟! ومن المؤكد أن الجواب أنك
ستمنع من حدوث أوله ، وأخبرنا هل ستتقبل عذر شقيقك أنه لا إرادة له في وقوع حبِّها
في قلبه ؟! من المؤكد أنك لن تقبل منه عذره هذا ، فاعلم أن ما تقوله شديد على
الأنفس السوية وخطير في عواقبه ، وهو محرَّم في أسبابه قبل كل شيء ، ولذا فإن عليك
واجب علاج نفسك قبل استفحال الداء وانتشاره وصعوبة علاجه ، وليكن ذلك العلاج في
نقاط نرجو منك ترجمتها لواقع عملي ، وهي :
1. الكف المباشر عن رؤية زوجة أخيك مهما كانت الظروف ، والاعتذار عن كل مناسبة
يمكنك رؤيتها فيها .
2. ترك محادثتها والكلام معها ولو بالسلام .
3. قطع التفكير بها ومنع القلب من الاسترسال بالتعلق بها ، ولا تقنع نفسك بما
سمَّيتَه حبّاً فليس هو إلا تعلُّق محرم .
4. المبادر إلى الزواج ، وعدم تأخيره لتعيش على أمل أن تكون زوجة أخيك زوجة لك !
5. أن تسعى للانفصال في السكنى ومكان المعيشة عن المكان الذي يوجد فيه أخوك وزوجته
، سواء كان مع زواجك ، أو من الآن إن أمكنك ، وهو أحوط لك ، وأبرأ لذمتك . ومن
الممكن أن يكون ذلك عن طريق البحث عن مكان تعمل فيه خارج مكان إقامتك .
7. تقوية إيمانك بالطاعات والاكتساء والتزود بالتقوى بفعل الأوامر واجتناب النواهي
، ومن أشغل نفسه بالطيب انشغل عن الخبيث ، والقلب الخالي من الإيمان هو المكان
الملائم لاستقرار الشيطان وتوجيه العقل نحو ما يسخط الله من الأقوال والأفعال ،
فإياك أن يصادف الشيطانُ قلباً خالياً فيتمكن ! .
8. الدعاء بصدق وإخلاص أن يطهِّر الله قلبك وأن يعمِّره بحبِّه تعالى وحب دينه .
ونرجو أن تحوِّل ما ذكرناه
لك من كلام مكتوب إلى واقع متحقق ، وبذلك تكون صادقاً في حبِّك للتخلص مما دخل في
قلبك من شوب المعصية وإثم الخطيئة .
والله يحفظ ويرعاك .
والله أعلم