ما هي الكتب التي جمعت السنة الصحيحة ؟
لي سؤال ، أرجو الاعتناء بهذا البريد لأننا مجموعة كبيرة من الشباب نستفيد من إجابتكم:
أريد أن أقرأ كل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فاذكر لي كل الكتب الصحيحة لأقرأ كل الأحاديث النبوية بلا استثناء . وجزاكم الله خيرا .
الجواب
الحمد لله.
مما يؤسف له أنه لا يوجد حتى الآن كتاب جامع يجمع جميع الأحاديث النبوية الصحيحة
فقط ، وذلك لصعوبة مثل هذا العمل ، واحتياجه إلى جهود جبارة ، قد لا يقوى عليها
أفراد من الأمة .
وقد حاول كثير من العلماء جمع قدر كبير من الأحاديث الصحيحة فقط ، ولكن لم يوفق
لذلك إلا الإمامان البخاري ومسلم ، فجميع الأحاديث الواردة في كتابيهما صحيحة سوى
أحاديث يسيرة جداً تكلم فيها بعض العلماء. قال الحافظ ابن رجب : " صنَّف العلماءُ
التصانيفَ في ذلكَ [ أي في جمع الحديث ] ، وانتشرت الكتبُ المؤلفةُ في الحديثِ
وعلومِهِ ، وصارَ اعتمادُ الناسِ في الحديثِ الصحيح على كتابَي الإمامينِ أبي عبدِ
اللَّهِ البخاريِّ ، وأبي الحسينِ مُسلم بنِ الحجَّاج القُشيريِّ رضي اللَّهُ عنهما
.
واعتمادُهم بعدَ كتابيهما على بقيّة الكُتب الستةِ خصوصاً : سُنن أبي داود ، وجامعُ
أبي عيسى [ الترمذي ] ، وكتابُ النسائيّ ، ثم كْتابُ ابنِ ماجه .
وقد صُنِّفَ في الصحيح مصنفاتٌ أُخر بعد صحيحي الشيخين ، لكن لا تبلغ كتابَي
الشيخين". انتهى ، "تفسير ابن رجب الحنبلي"( 1/605).
وينظر جواب السؤال (11802).
ومن العلماء المتأخرين من جمع ما ورد في الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث في كتاب
واحد ، ومن أحسن هذه الكتب كتاب : " جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد " ،
تأليف : محمد بن سليمان المغربي .
وهذا الكتاب قد جمع (15) كتاباً من أصول كتب الحديث : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ،
وسنن النسائي ، وسنن أبي داود ، وسنن الترمذي ، وسنن ابن ماجه ، وسنن الدارمي ،
وموطأ مالك ، ومسند الإمام أحمد بن حنبل ، ومسند أبي يعلى الموصلي ، ومسند البزار ،
ومعاجم الطبراني الثلاثة ( الكبير ، والأوسط ، والصغير ) ، وزوائد رزين .
ولم يفت هذا الكتاب من الحديث الصحيح إلا النزر القليل جداً .
ولكن ما يعيب الكتاب أنه غير مقتصر على السنة الصحيحة ، بل جمع فيه جميع ما في هذه
الكتب من الأحاديث الصحيحة والضعيفة .
وبإمكانك الاستعانة بالنسخة التي حققها : سليمان بن دريع أبو علي ، فقد ذكر في
الحاشية درجة أغلب الأحاديث حسب أحكام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .
والله أعلم