الحمد لله.
يشرع بعد عقد النكاح أن يبارك للزوجين بما جاءت به السنة فقد روى الإمام أحمد
(8599) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا قَالَ : ( بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ
عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا عَلَى خَيْرٍ ) وصححه الألباني في " آداب الزفاف"
(ص89) .
وإذا دعا له بدعاء مناسب للمقام فلا بأس ، كما لو قال : نسأل الله تعالى لهم
التوفيق .. أو نحوه فلا بأس .
قال ابن قدامة رحمه الله : " ويستحب أن يقال للمتزوج : بارك الله لك , وبارك عليك ,
وجمع بينكما في خير وعافية ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد
الرحمن أثر صفرة , فقال: ( ما هذا؟ ) ، فقال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب
، قال : ( بارك الله لك ) .. " انتهى من " المغني " (7/64) .
ثانياً:
لا يجوز طلب الدعاء أو شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم – ومن باب أولى غيره من
الأموات .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من
غيره من الأموات لا يجوز، وهو شرك أكبر عند أهل العلم؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما
مات عليه الصلاة والسلام ، والله يقول: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا)
الزمر/44.
لكن ذلك كله لا يؤثر في صحة
عقد النكاح شيئا ، وسواء كان ذلك القاضي عالما أو جاهلا ، مسلما أو كافرا ، فلا دخل
لشيء من ذلك بصحة النكاح ؛ فالقاضي ليس له دور في عقد النكاح إلا مجرد التوثيق ،
وليس طرفا من أطرافه حتى ينظر في صحة إسلامه من عدمه .
وينظر شروط صحة النكاح في
جواب سؤال رقم (2127).
والله أعلم