الحمد لله.
قال الإمام الآجري رحمه الله
:
" فإن قال قائل : ما دل على تأديب النفس ؟ ، قيل له : القرآن ، والسنة ، وقول علماء
المسلمين" انتهى من "أدب النفوس" (ص9) .
وقال فيه أيضا (ص17) :
" ما أسوأ حال من توانى عن تأديب نفسه ورياضتها بالعلم ، وما أحسن حال من عني
بتأديب نفسه ، وعلم ما أمره الله عز وجل به وما نهاه عنه ، وصبر على مخالفة نفسه ،
واستعان بالله العظيم عليها " انتهى .
وروى في كتابه (ص13) عن
الربيع بن أنس في قوله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) قال : " أدبوا أنفسكم ،
وأهليكم على أمر الله عز وجل " .
وعن سعيد بن جبير (ص14) قال : " يعني : الأدب الصالح " .
ثم قال رحمه الله (ص15) : " ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم ، يحثكم على
تأديب نفوسكم وأهليكم ؟ ، فاعقلوا رحمكم الله عن الله عز وجل ، وألزموا أنفسكم علم
ذلك " انتهى .
وبناء على ذلك : فلا حرج
عليك في هذا القول المذكور ، ولا حرج كذلك في جعله عنوانا للمجموعة المذكورة ، حتى
ولو لم ترد الجملة بهذا اللفظ عن بعض السلف ، ما دام أنها مقبولة شرعا في نفسها ،
وليس فيها محذور ، ولا حرج شرعي .
ولو اخترت عنوانا قريبا من المعنى ، مثل : ( أدب النفس ) ، ( أدب النفوس ) ، أو نحو
ذلك ، فهو حسن أيضا ، وهذه أسماء لمصنفات ألفها بعض السلف .
ثم إن القسم المذكور لا يعد إجبارا لأحد على الاشتراك في المجموعة ، إنما هو مشترك بمقتضى قبوله للشرط الذي وضع في المجموعة .
والله أعلم .