الحمد لله.
ورواه ابن سعد في "الطبقات"
(4/62) أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثنا أبو السفر قال :
" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس هو وعائشة وأسامة عندهم ، إذ نظر رسول
الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامة فضحك ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( لو أن أسامة جارية لحليتها وزينتها حتى أنفقها ) .
وهذا مرسل صحيح .
فأصل الحديث بهذه المتابعة وهذا الشاهد ثابت ، ومن ثَمّ صححه الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (1019) وفي "صحيح ابن ماجة" .
لكن قصة مصّ النبي صلى الله عليه وسلم الدم عن أسامة ومجّه غير ثابتة ؛ لتفرد شريك بها ، وهو سيء الحفظ ، فلا يحتج به .
والاستدلال بهذا الحديث على
أن الدم الخارج من جرح الرأس أو اليد ونحوه طاهر ليس بصواب ؛ فالزيادة التي تدل على
ذلك لا تثبت ، كما سبق بيانه ؛ والدم السائل ، نجس باتفاق العلماء ، راجع جواب
السؤال رقم : (114018)
.
وإنما المعفو عنه يسير الدم ، راجع جواب السؤال رقم : (163819)
.
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" وَحُكْمُ كُلِّ دَمٍ كَدَمِ الْحَيْضِ ، إِلَّا أَنَّ قَلِيلَ الدَّمِ
مُتَجَاوِزٌ عَنْهُ لِشَرْطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَجَاسَةِ الدَّمِ أَنْ
يَكُونَ مَسْفُوحًا ، فَحِينَئِذٍ هُوَ رِجْسٌ ، وَالرِّجْسُ النَّجَاسَةُ ،
وَهَذَا إِجْمَاعٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الدَّمَ الْمَسْفُوحَ رِجْسٌ نَجِسٌ "
انتهى من "التمهيد" (22/230) .
والله تعالى أعلم .