الحمد لله.
" كل ذات صِدار خالة " ليس بحديث ، وإنما هو مثل من أمثال العرب في الجاهلية .
قال أبو هلال العسكري رحمه الله :
" يُضْرب مثلا للرجل يغار على كل امرأةٍ ، قريبَة كَانَت أَو بعيدَة .
وَأَصله أَن همام بن مرّة الشيبانى أغار على بني أَسد ، وَكَانَت أمه أسديةً ،
فَجعل يسبى النِّسَاء ويخبطهن ، فَقَالَت امرأةٌ مِنْهُنَّ : أبخالاتك تفعل هَذَا
يَا همام ؟ فَقَالَ : كل ذَات صدار خالةٌ . يَقُول : النِّسَاء سَوَاء ، ينبغي أَن
يُصنّ كُلهنَّ ، فَلَو تجنبتكن لتجنبت غيركن ، فَلم أُغِر أصلا وَذَلِكَ غير مُمكن
. ثمَّ صَار مثلا يُضْرب للرجل يُمْنَع عَن كل امْرَأَة " انتهى من "جمهرة الأمثال"
(2/ 140) .
وقال أبو الفضل الميداني رحمه الله :
" معناه أن الغَيُور إذا رَأى امرَأة عَدَّهَا في جُمْلة خالاته لفرط غَيْرَته،
وهذا المثل من قول هَمَّام بن مرة الشيباني ، وكان أغار على بني أسد ، وكانت أمه
منهم ، فَقَالت له النساء: أتفعل هذا بخالاتك ؟ فَقَال: كلُّ ذاتِ صِدَار خَالَةٌ ،
فأرسلها مَثَلاً " . انتهى من "مجمع الأمثال" (2/ 132) .
وينظر : "المستقصي في أمثال
العرب" (2/226) ، "طبائع النساء" (ص244) ، "العقد الفريد" (3/30) "لسان العرب" (4/
447) .
والصِّدار ثوب يغطي الصدر ،
ليس له أكمام ، تلبسه المرأة في بيتها .
قال في "لسان العرب" (4/ 447):
" الصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ
والمَنْكِبَيْنِ " .
وانظر : "الصحاح في اللغة" (1/382) ، "المحيط" (2/214) ، "تاج العروس" (ص3053) .
والله تعالى أعلم .