الحمد لله.
وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب محمد بن زاذان ، جاء في ترجمته في " تهذيب التهذيب " (9/165): " قال البخارى : منكر الحديث لا يكتب حديثه ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، لا يكتب حديثه ، وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال الترمذى : منكر الحديث . وقال الدارقطنى : ضعيف " انتهى.
لذلك قال ابن الملقن – بعد نقله الحديث - : " هذا الحديث غريب ، لا أعلم من خرجه
من أصحاب الكتب المعتمدة ولا غيرها ... ويغني عنه في الدلالة حديث صحيح رواه أحمد
وأبو داود وابن ماجه والحاكم وابن حبان والبيهقي من حديث عبد الله بن مغفل : ( إنه
سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ) قال الحاكم : إسناده صحيح ،
وقال أبو حاتم بن حبان : محفوظ من طريقيه ، وجاء في كراهة الإسراف في الوضوء أحاديث
صحيحه" انتهى ، وانظر " التلخيص الحبير " (1/386) .
وقال الفتّني رحمه الله :
" فيه عنبسة مجروح " انتهى من " تذكرة الموضوعات " (ص/32) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
" في لفظه ما يخالف الكلام النبوي عند من له ممارسة " انتهى من " الفوائد المجموعة
" (ص/13) .
والحديث له حضور واسع في كتب الشيعة ، مثل كتاب " مَن لا يحضره الفقيه " (باب مقدار
الماء للوضوء والغسل/ رقم/70)، وغيره كثير ، ولكن جميعها تحكيه معلقا بدون إسناد .
وبهذا يتبين أنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أحدا من أصحاب الكتب
المعتمدة لم يروه مرفوعا ولا موقوفا ، فلا يجوز لأحد نسبته إلى الرسول الكريم عليه
الصلاة والسلام إلا مع بيان عدم ثبوته ، وفي الأحاديث الصحيحة السابقة غنية عنه .
والله أعلم .