هل يجوز للمسلم أن يطلق على نفسه اسم " رب أي شيء " مثل " رب الإسلام "؟
أبحث في كل مواقع الإنترنت ولم أجد إجابة محددة لهذا الأمر . هل يجوز للمسلم أن يطلق على نفسه اسم " رب أي شيء " مثل " رب الإسلام " على سبيل المثال و المعنى هو سيد الإسلام أليس كذلك ؟ هل يمكن الاستدلال على هذا بالأحاديث الواردة في اسم " مالك الملوك " ؟ فماذا لو كان " رب لأي شيء - و أيضاً باللغة العربية " ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا:
كلمة "رب" في اللغة معناها مالك الشيء وصاحبه وسيده .
وهي بهذا المعنى يصح إطلاقها على الله وعلى غيره .
فمن إطلاقها على الله : قول الله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
) أي : خالق العالمين ومالكهم وسيدهم . و( الْعَالَمِينَ ) هم كل الخلق . الجن
والإنس والملائكة ... وغيرهم .
ومن إطلاقها على غير الله : قول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام لصاحبه في
السجن : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ) أي : عند سيدك ، وهو الملك .
ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل : ( فَذَرْهَا حَتَّى
يَلْقَاهَا رَبُّهَا ) أي : صاحبها ومالكها . رواه البخاري (91) ، ومسلم (1722) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ
الْمَالُ فَيَفِيضَ ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ )
يعني : صاحب المال ومالكه . رواه البخاري (1412) ، ومسلم (157).
ثانيًا:
إذا استعمل لفظ "رب" وأريد به الإنسان ، فلا بد أن يكون مضافا إلى شيء هو داخل في
ملك الإنسان وتحت سيادته ، حتى يكون المعنى صحيحا ، كأن يقال : " رب الأسرة " أو "
رب الدار " أو " رب الإبل " أو " رب المال " وما شابه ذلك. وقد ثبت أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ( مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ ) رواه أبو داود (2549) ، وصححه
الألباني. أي : من صاحبه وسيده.
أما "رب الإسلام" فذلك لا يصح أن يوصف به الإنسان ، بل هو وصف لله تعالى لا يشاركه
فيه غيره ، فالله تعالى هو صاحب دعوة الإسلام ومالكها ، ولذلك كان من الدعاء الذي
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقوله بعد سماع الأذان والترديد خلف المؤذن : (
اللهم رب هذه الدعوة التامة ) رواه البخاري (589) أي : صاحب هذه الدعوة ، وهي دعوة
التوحيد والإسلام .
والله أعلم .