الحمد لله.
ثانيا :
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم – فيما نعلم – حديث – لا بسند صحيح ولا موضوع –
يخبر فيه عن سقوط سبعة من حكام العرب آخر الزمان قبل ظهور المهدي .
فهذا الكلام باطل لا أصل له ، ولا يجوز أن ينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من الكذب عليه .
ومن أمارات الحديث الموضوع : أن لا يكون له وجود في شيء من كتب السنة المعتمدة ، فإذا رأيت الحديث لا وجود له في الصحاح ، ولا السنن ، ولا المسانيد ، ولا المعاجم ، ولا المستخرجات ولا الأجزاء الحديثية ، ولا ذكره أحد من أهل العلم المعتبرين في تصانيفهم ، وإنما يتناقله الناس اليوم على صفحات الانترنت وفي منتدياتهم : فاعلم أنه حديث باطل لا يصح ، وحينئذ فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى
ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون
كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .
والله أعلم .