انقطعت عن العمل فترة وصُرف لها راتب عن هذه المدة فهل يجوز لها أخذ الراتب ؟
أنا أعمل طبيبة ، واضطررت للسفر لزوجي لمدة شهر حتى لا تلغى إقامتي ، ولم أذهب إلى عملي هذا الشهر ، ولم آخذ إجازة ، وأخبرتهم أن والدتي مريضة ، وتحتاج إلي عملية ( وهي فعلا كذلك ) ؛ وهي تعيش في مدينة أخرى .
وفي البداية : لم أستحل راتبي ؛ لأني لم أعمل في هذه المدة ، وعرضت علي زملائي الأطباء أن يأخذوا الراتب ، ومنهم من كان عنده استعداد للموافقة ، ومنهم من رفض ، ولكن المسئول عن شغلي قال لي : ليس لهم شيء عندك خذي راتبك كاملا ؛ لأن الأيام التي لم أذهب فيها للعمل لم يعمل أحد بدلا مني .
وبعد ذلك كنت حامل في الشهر التاسع وكنت متعبة جدا لا أستطيع الذهاب للعمل ، وحدثت لي مشاكل آخر الحمل ولم أذهب إلي عملي لمدة شهر أيضا ،لاولكن هذه المرة زميلتي كانت تعمل بدلا مني .
ماحكم أخذي لراتبي في الحالتين ؟ وإن كان لا يجوز أخذ الراتب ، فماذا أفعل به هل أخرجه صدقة أم أعطيه لزملائي ؟
أنا أحس الآن أني غير مستجابة الدعوة ، فهل هذا هو السبب ؟
وما مدى صحة الحديث ( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا :
لا يحل لك أن تأخذي الراتب في الحالتين المذكورتين ، ما دمت لم تحصلي على إجازة
تبيح لك أخذ الراتب مع عدم مباشرة العمل ( مرضية ، إذا كنت مريضة فعلا ، أو للحمل ،
إذا كان نظام الإجازات يسمح للحامل أن تحصل على إجازة براتب ) .
ثانيا :
الحال الأولى : تصدقي بالراتب الذي حصلت عليه ، أو ضعيه في المصالح العامة التي
ينفق عليها من خزينة الدولة ، وكلما كان أقرب لمجال عملك ( الدواء ، مصالح
المستشفيات ، فهو أحسن ) ؛ لأنه لم يكن هناك من يحل محلك في ذلك العمل ، ولا يمكنك
أن تردي المال إلى خزينة الدولة .
والمرة الثانية : الأظهر أيضا أنه يتصدق به ، لأن الذي قام بالعمل مقامك ، لم يكن
بصورة رسمية مأذون فيها ، ممن له الإذن في ذلك ، ولا يسمح نظام الوظائف أن يستنيب
الموظف غيره مكانه ، لا براتب ، ولا بدون راتب .
وللاستزادة انظر سؤال رقم : (105403).
ولمعرفة موانع استجابة الدعاء ينظر جواب سؤال رقم (13506)
، (5113) .
والله أعلم.