الحمد لله.
جاء في كتاب تحريم كتابة
القرآن الكريم بحروف غير عربية (1/36):
"بعد دراسة الموضوع ومناقشته وتداول الرأي فيه ، قرر المجلس بالإجماع : تحريم كتابة
القرآن بالحروف اللاتينية ، أو غيرها من حروف اللغات الأخرى ، وذلك للأسباب التالية
:
ا - إن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين ، حروفه ومعانيه ، قال تعالى :
( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )
والمكتوب بالحروف اللاتينية لا يسمى قرآناً ؛ لقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) وقوله : ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ
إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) .
2 - إن القرآن كتب حين نزوله ، وفي جمع أبي بكر ، وعثمان ، - رضي الله عنهما - إياه
بالحروف العربية ، ووافق على ذلك سائر الصحابة - رضي الله عنهم - وأجمع عليه
التابعون ، ومن بعدهم إلى عصرنا ، رغم وجود الأعاجم ، وثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) الحديث .
فوجبت المحافظة على ذلك ، عملاً بما كان في عهده صلى الله عليه وسلم وخلفائه
الراشدين ، رضي الله عنهم وعملا بإجماع الأمة .
3 - إن حروف اللغات من الأمور المصطلح عليها ، فهي قابلة للتغيير مرات بحروف أخرى ،
فيخشى إذا فتح هذا الباب أن يفضي إلى التغيير كلما اختلف الاصطلاح ، ويخشى أن تختلف
القراءة تبعاً لذلك ، ويحصل التخليط على مر الأيام ، ويجد عدو الإسلام مدخلا للطعن
في القرآن للاختلاف والاضطرابات ، كما حصل بالنسبة للكتب السابقة ، فوجب أن يمنع
ذلك محافظة على أصل الإسلام ، وسدا لذريعة الشر والفساد .
4 - يخشى إذا رخص في ذلك أو أقر: أن يصير القرآن ألعوبة بأيدي الناس، فيقترح كل أن
يكتبه بلغته ، وبما يجد من اللغات ، ولا شك أن ذلك مثار اختلاف وضياع ، فيجب أن
يصان القرآن عن ذلك صيانة للإسلام وحفظا لكتاب الله من العبث والاضطرابات .
5 - إن كتابة القرآن بغير الحروف العربية يثبط المسلمين عن معرفة اللغة العربية ،
التي بواسطتها يعبدون ربهم ، ويفهمون دينهم ، ويتفقهون فيه ، هذا وبالله التوفيق ،
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء .
وجهنا السؤال إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية ، فتفضل مشكورا بإرساله هذه الفتوى الصادرة عن الهيئة في دورتها الرابعة
عشر بالطائف ، في شوال ( 1399 ) اهـ.
وبما سبق يتبين أن الكتابة ،
والتلاوة التي يتحقق بها أجر من تلا حرفا من كتاب الله ، إنما هو لمن كتبه وقرأه
قرآنا عربيا كما أنزله الله ، وأما من كتبه بغير العربية ، أو نطقه من باب أولى ،
فقد عمل عملا غير مشروع .
لكن من عجز عن كتابته بالعربية ، أو أراد أن يستشهد بشيء منه في كتاب كتبه بغير لغة
العرب ، فله أن يكتب ترجمة تفسيرية لما أراد أن يستشهد به ، لا أن يكتبه للتلاوة
والتعبد ، كما هو ظاهر من السؤال .
والله أعلم .