الحمد لله.
ثانيا :
قولهم فيها : " جبريل خادمه " قول محدث مبتدع ، ولا يجوز أن يقال عن جبريل عليه السلام ، ملك الوحي : إنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفه الله تعالى بأحسن وصف فقال : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )الشعراء/ 193، 194 ، وقال تعالى : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) التكوير/ 19 – 21 .
ثالثا :
قولهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم " راحة العاشقين " وهذا أيضا وصف منكر ، والعشق فرط في المحبة ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون فيها إفراط ، وهو في لغة العرب لا يطلق إلا فيما يكون بين الرجل والمرأة ، فلا توصف به المحبة الشرعية ، قال ابن الجوزي رحمه الله :
" العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح " انتهى من "تلبيس إبليس" (ص 153) .
والخلاصة :
أن هذه الصيغة لا يجوز اعتمادها لما فيها من مخالفات شرعية ، ولأنها صيغة محدثة ، يستعيض بها من لا علم له عن الثابت في السنة ، وقد قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : ( فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) رواه البخاري (6357) ومسلم (406) .
فعلى من أراد أن يحسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه كما علم أصحابه ، ولا صلاة عليه أحسن من ذلك ، ومن ترك ذلك إلى صيغة مبتدعة مخالفة للعقيدة الصحيحة ، فما أعظم ما خسر .
قال الذهبي رحمه الله :
" كل من لم يَزُمّ نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية يندم ويترهب ويسوء مزاجه ، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين ، الحريص على نفعهم " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (3/85) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" أما ما يوجد في بعض الكتب من صلوات مبنية على أسجاع ، وعلى أوصاف ، وقد تكون أوصافاً لا تصح إلا على رب العالمين : فاحذر منها ، وفرّ منها فرارك من الأسد ، ولا يغرنك ما فيها من السجع الذي قد يبكي العين ، ويرقق القلب ؛ عليك بالأصيل والأصول ، ودع عنك هذا الذي ألف على غير هدىً وسلطان ".
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (8/ 2) بترقيم الشاملة .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (88109) ، (174685) .
والله تعالى أعلم .