الحمد لله.
وقد كان السلف يعظم حزنهم
وأسفهم ، على ما فاتهم من فضيلة الجماعة :
فكان سعيد بن عبد العزيز التنوخي : " إِذَا فَاتَتْهُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ بَكَى "
.
انتهى"سير أعلام النبلاء" (8/34) .
وكان المزني ، صاحب الإمام الشافعي : " مَتى فَاتَتْهُ صَلَاة الْجَمَاعَة صلى
مُنْفَردا خمْسا وَعشْرين صَلَاة مستدركا لفضل الْجَمَاعَة " .
انتهى من "السلوك" للمقريزي (1/222) .
وفي " تاريخ واسط " لبحشل (1/174) :
عن مُحَمَّد بن عثمان، قَالَ: حدثني عمي إبراهيم ، قَالَ:
" رأيت أبا الليث الخراساني بطرسوس يُعزَّى !!
قلت : ما شأنه ؟
قالوا : فاتته الصلاة في جماعة !! " .
ولا يظهر لنا في كراهة أن
يكون الإنسان بهذه الحال ، أو ذم استحيائه من الدخول إلى المسجد ، حين خروج الناس :
لا يظهر لزوم أن يكون ذلك مراءاة أو تصنعا للناس ؛ بل هذا لا يكاد لا يسلم منه أحد
؛ لكن عليه أن يجتهد في تصحيح نيته ، وترك مراعاة الناس ، وريائهم ، والتسميع عندهم
، وطلب المنزلة في نفوسهم بطاعة الله ؛ فالله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك ؛ بل
يجاهد العبد نفسه على إخلاص النية لله جل جلاله ، وتصفيتها من كل شائبة .
روى الترمذي (2376) وصححه عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي
غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ
لِدِينِهِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وينظر : لمعرفة كيف يُعالج
الإنسان نفسه إذا دعته إلى الرياء جواب السؤال رقم : (6578)
.
وللاستزادة جواب السؤال رقم : (21880)
، (185547)
.
والله تعالى أعلم .