الحمد لله.
فإذا انضم إلى ذلك كون المرأة متبرجة كاشفة لشعرها أو نحرها ، أو غير ذلك من مفاتنها , فهذا مما يعظم معه الذنب , وتشتد معه الحرمة .
والذي يظهر أن في الإعجاب
بما ينشر في حساب كهذا : أن في ذلك نوع إقرار له على نشر تلك الصور ، أو على الأقل
: سوف يفهم صاحبه منه كذلك ، خاصة إذا كان من يظهر إعجابه : من أهل العلم أو الدين
، أو من ظاهرهم الصلاح والالتزام .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) .
وروى أبو داود في سننه (4345) عَنِ الْعُرْسِ ابْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ
فِي الْأَرْضِ، كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً: ( أَنْكَرَهَا
) - كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا ، كَانَ كَمَنْ
شَهِدَهَا ) حسنه الألباني في " صحيح الجامع " برقم (689) ، وري أيضا مرسلا .
قال ابن رجب الحنبلي " فمن شهد الخطيئة فكرهها قلبه كان كمن لم يشهدها إذا عجز عن
إنكارها بلسانه ويده ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم
ينكرها ؛ لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ، ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب ،
وهو فرض على كل مسلم لا يسقط عن أحد في حال من الأحوال " انتهى من " جامع العلوم
والحكم " (2 / 245) .
فمن أظهر الإعجاب بشيء من
تلك المنشورات : فأي إنكار أنكره لما يظهره صاحبها من المنكر؟!
والله أعلم .