أرجو أنكم فهمتم قصدي : ماذا كانت الصحف ؟ وهل هي مادية ؟ بغض النظر عن مضمونها؟
الحمد لله.
ثانيا :
أما طبيعة هذه الصحف ، ومن أي شيء كانت ؟ وهل كانت من ألواح أو أوراق أو جلود ؟ فهذا شيء لا يعلمه إلا الله ، وليس عندنا منه خبر ، وعلم ذلك لا يتعلق به شيء من إيمان أو عمل ، وعلمه لا يضر ، والبحث عنه إنما هو تكلف محض .
والذي ذكره الله تعالى لنا أنها صحف ، وأصل الصحيفة المبسوط من كل شيء ، فالصحيفة هي الشيء المبسوط من ورق أو جلد أو لوح ونحو ذلك مما يكتب فيه .
قال الطبري في "تفسيره" (24/ 377):
" وأما الصحف : فإنها جمع صحيفة ، وإنما عُنِي بها : كتب إبراهيم وموسى " .
وقال ابن منظور في "لسان العرب" (9/ 186):
" الصَّحِيفَةُ: الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا، وَالْجَمْعُ صَحَائِفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) ؛ يَعْنِي الْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ عَلَيْهِمَا، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا " .
ومن الغريب أن السائل يسأل عن هذه الصحف من أي شيء كانت ثم يقول : " بغض النظر عن مضمونها " ! ولو أنه سأل عن المضمون ثم قال " بغض النظر عن طبيعتها " لكان هو الأولى والأنفع .
والله تعالى أعلم .