خرجت من بيت زوجها ثم طلقها وتريد الرجوع إليه فما تفعل ؟
أنا متزوجة منذ سنتين ، وأنا الآن حامل في شهري الثالث ، تشاجرت مع زوجي فضربني ، أحسست بالإهانة ، فأخذت كل ملابسي وذهبت إلى منزل والدتي ، مكثت هناك ٤ أيام ولم يكلمني أو يعرني أي اهتمام ، وقدم قضية الطلاق ، اتصلت به لأرجع إلى بيتي ، لكن قال لي : إنه طلقني أمام الله ، ولم يبق سوى الطلاق المدني ، أنا أحبه ، ولا أريد أن أخسر زوجي ، مع العلم أني أنا وزوجي ملتزمان ، توسلت إليه أن يغير رأيه ويسامحني على خروجي من البيت دون موافقته ، فقال لي أن أبقى في بيت أهلي حتى يأتي ما يخالف ذلك . زوجي سوف يروح إلى العمرة دون أن أراه ، وأنا محتارة ماذا أفعل ، لا أريد أن يذهب وهو غاضب عليّ ، أرجوكم ساعدوني ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا:
نسأل الله تعالى أن يفرج همك ، ويكشف غمك ، ويذهب حزنك ، وأن يهديك وزوجك ، ويصلح
شأنكما ، ويؤلف بين قلوبكما.
ثانيا:
لا شك أنك أخطأت حينما خرجت من بيت زوجك دون إذنه ، إذ أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج
من بيت زوجها إلا بإذنه ، فإن خرجت دون إذنه ، كانت عاصية ناشزًا ، تسقط نفقتها ،
وتأثم بذلك . لكن يستثنى حالات الاضطرار ، وقد مثّل لها الفقهاء بأمثلة ، منها إذا
خرجت للطحن أو الخبز أو شراء ما لا بد منه ، أو خافت من انهدام المنزل ، ونحو ذلك .
ينظر: "أسنى المطالب مع حاشيته" (3/239).
وعليه فيلزمك التوبة إلى الله والعزم على عدم العودة إلى ما فعلت مرة أخرى.
ثالثا:
الذي نراه والحالة هذه : أن تحاولي الاتصال بزوجك مرة أخرى ، وتأسفي له واعترفي
بخطأك ، واجتهدي أن تزيلي ما يصرفه عنك ، ويزهده فيك ، قدر استطاعتك .
فإن لم تفد هذه المحاولات ، فحاولي أن توسطي بينكما بعض الثقات من أهل النصيحة
والأمانة والديانة ، سواء كان صديقا ، أو قريبًا ، أو إمامًا للمسجد ، أو نحو ذلك .
إننا نعرف كثيرا من عقلاء الأولياء في مثل حالك : يأخذ بيد ابنته ، ويذهب بها إلى
بيت زوجها ؛ فإن آنست من أحد من أهلك حكمة ورشدا ، فاطلبي منه أن يصحبك إلى بيت
زوجك .
فإن رأيت أن أحدا لن يساعدك في ذلك ، فساعدي نفسك أنت ، ولا مانع من أن تأخذي
ملابسك ، وتذهبي إلى بيت زوجك بنفسك ، ولو قال لك ما قال ، ولو كان طلقك ، ما دامت
هي الطلقة الأولى أو الثانية ، ولم تنقض عدتك ، فليس لك أن تخرجي من منزلك ، وليس
له أن يخرجك .
وفي الحديث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - وَالصِّدِّيقُ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالْمَوْلُودُ،
وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ فِي جَانِبِ الْمِصْرِ فِي الْجَنَّةِ،
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ, الْوَدُودُ الْوَلُودُ
الَّتِي إِذَا ظَلَمَتْ أَوْ ظُلِمَتْ قَالَتْ: لَا أَذُوقُ غَمْضًا حَتَّى تَرْضَى
) .
رواه أبو يعلى وغيره ، وصححه الألباني في الصحيحة (3380) .
وما دمت لا تريدين الطلاق ، وهذا أمر محمود لك ، فلا تيأسي من تكرار محاولات
الإصلاح ، وربما تهتدين إلى وسائل أخرى لاستعادة زوجك ، من تواصل معه ، وتحبب إليه
، ومخاطبة لقلبه وعواطفه الزوجية تجاهك ؛ واصبري ؛ إن الله مع الصابرين ، واجتهدي
في دعاء الله تعالى ، في أوقات الإجابة : أن يصلح بينك وبين زوجك ، ويؤلف بينكما
على خير .
والله أعلم.