الحمد لله.
قال الشيخ زكريا الأنصاري
رحمه الله : " لو أدخل أصبعه في دبره : أفطر ، وكذا لو فعل ذلك به غيره بإذنه ،
فليتحفظ حالة الاستنجاء من رأس الأنملة ، فإنه لو دخل فيه منها أدنى شيء أفطر "
انتهى من " أسنى المطالب " (1/416) .
والقول الثاني : أنه لا فطر بما يدخل عن طريق الدبر ؛ لأنه ليس في معنى الأكل
والشرب ، وممن اختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
قال الشيخ محمد بن عثيمين
رحمه الله في " الشرح الممتع " (6/369) : " القول الراجح في هذه المسألة : قول شيخ
الإسلام ابن تيمية ، مطلقا ، ولا التفات إلى ما قاله بعض المعاصرين .
ومن الحقن المعروفة الآن ما يوضع في الدبر عند شدة الحمى ، ومنها أيضا ما يدخل في
الدبر من أجل العلم بحرارة المريض وما أشبه ذلك ، فكل هذا لا يفطر .
ثم لدينا قاعدة مهمة لطالب العلم ، وهي أننا إذا شككنا في الشيء أمفطر هو أم لا ؟
فالأصل عدم الفطر " انتهى .
وينظر جواب السؤال رقم : (22959) ، ورقم :
(37749) .
وعلى ذلك القول : فلا يفطر من أدخل أصبعه في دبره على القول الراجح ؛ لعدم وجود ما
يدل على الفطر بذلك الفعل .
لكن ينبغي الانتباه إلى أن
الأصل صيانة العورة عن مثل ذلك ، وما بك من داء ، فله أدوية وعلاجات وملينات ،
يمكنك الاستغناء بها عن مثل ذلك العمل المستقذر ، ولا نعلم أن الطب ينصح بمثل ذلك ،
أو يدل عليه ، فراجع بعض الأطباء المختصين بمثل ذلك ، لعله يدلك على ما يفيدك في
حالتك .
وينظر جواب السؤال رقم : (20671) .
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك مما تعاني منه ، إنه جواد كريم .
والله أعلم .