الحمد لله.
أولا :
هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (235) ، وفي "المعجم الكبير" (11509)
، وأبو نعيم في "الحلية" (3/206) ، وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"
(2/331) ، والخلعي في "الفوائد المنتقاة" (2/153) ، والخطيب في "تاريخه" (9/295)
كلهم من طريق هَانِئ بْن الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ
عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ
صَبَاحٍ ) .
وقال الطبراني عقبه : " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَلَا عَنْ جَعْفَرِ إِلَّا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
تَفَرَّدَ بِهِ : هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ " .
وقال أبو نعيم عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ وَجَعْفَرٍ
وَمُعَاوِيَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ هَانِي بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ
" .
وهانئ بن المتوكل هذا متروك الحديث ، قال ابن حبان كانت تدخل عليه المناكير وكثرت ،
فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، وقال أبو حاتم الرازي أدركته ولم أكتب عنه "لسان
الميزان" (6 /186) .
وأورد الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث في "الضعيفة" (5109) من هذا الطريق وقال
" منكر " .
وله طريق آخر :
أخرجه محمد بن خلف وكيع في "أخبار القضاة" (3/ 273) ، وقوام السنة في "الترغيب
والترهيب" (2/331) من طريق جعفر بْن عيسى الْحَسَني القاضي قَالَ: حَدَّثَنَا رشيد
بْن سعد عَن معاوية بْن صالح ، به .
وهذا إسناد واه أيضا ، جعفر بن عيسى : قال أبو حاتم: جهمى ضعيف ، وقال أبو زرعة
: صدوق .
"ميزان الاعتدال" (1 /413) .
وذكره الذهبي في "الضعفاء" (1/133) .
ورُشَيد بن سعد : ، قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء" اهـ من "تاريخ يحي بن معين،
رواية ابن محرز" (1/51) .
فهذا الحديث ضعيف الإسناد جدا بطريقيه ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا :
معنى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : واضح لا يحتاج إلى سؤال ، وهو إقرار من
الراوي للحديث بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقوله ويخبر به ويشرعه ،
فنحن نصدقه فيما يقول ونؤمن به ونسعى جاهدين للعمل بمقتضاه وحكمه ؛ لأنه رسول الله
المبلغ عن ربه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
على أننا ننبه إلى أنه لا يندب للعبد كلما قرأ ، أو سمع حديثا للنبي صلى الله عليه
وسلم أن يقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ نعم لو قاله أحيانا فلا بأس ،
لكن التزام ذلك دائما فيه نوع تكلف ، ولأجل ذلك لا نجد شيئا من كتب الحديث تختم كل
حديث ، أو كل باب ، أو كل كتاب بشيء من ذلك .
وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (2209) ، والسؤال رقم : (10119) .
ثالثا :
قول السائل : " عن الإمام الطبراني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
... " غير مستقيم ، وإنما يقال : روى الطبراني رحمه الله عن ابن عباس رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ثم يذكر الحديث .
والله أعلم .