كيف أنقذ أختي من علاقتها المحرمة بفتاة؟
عندي أخت أكبر مني ، وقدرا فتحت جوالها ، واكتشفت محادثة لها مع فتاة ، وكان الكلام فاحشا .
، لا أعلم ماذا أفعل ، حاولت البحث على الانترنت عن طريقة اختراق الجوال؛ لكي أحدثها وكأنني تلك الفتاة ، لأقطع علاقتها بها ، ولكن تفاجأت أنها في نفس جامعة أختي ويمكن أن يلتقوا ، وأصبح الوضع صعبا جدا ، قالت لها الفتاه : يأتي يوم ، وتقصد : أن يفعلوا الفاحشة سويا .
ساعدوني ، فإنني لا أدري كيف أتصرف معها .
الجواب
الحمد لله.
إن ما تعيشه أختك ، من العلاقة المحرمة بفتاة أخرى ، هو إحدى الصور التي ينعكس فيها
الوضع المتردي للتربية الاجتماعية ، هو أثر لمسار الظواهر الاجتماعية التي تتعرض
لها الأسر : اختلاط في كل مكان ، وسائل إعلام متهتكة ، مناهج تربوية .
ثم ، مع ذلك كله ، وفوق ذلك كله : استعداد شخصي ممن يفعل ذلك ، وميل له ، مع قلة
الوازع الديني ، وانعدام الرقابة الذاتية ، وضعف الرقابة الخارجية ، أو انعدامها
كذلك .
على أية حال ، فإننا ننصحك بأمور هنا ، لعل الله أن يجعلها سببا في صلاح حال أختك ،
وبعدها عن ذلك الطريق :
1- استعيني بالله ، وألحي عليه في الدعاء ، أن يرزقها الهداية على يديك ، وأن
يحررها من نفسها وهواها ، وأن ينقذها مما هي فيه .
2- لا تنظري إليها نظرة استعلاء واستكبار وازدراء ، واحمدي الله أن عافاك من البلاء
، وحفظك مما هي فيه ، وعامليها معاملة رفق ورحمة ومحبة ، وحرص على هدايتها .
3- احرصي على القرب منها بمناقشتها في شتى الأمور الحياتية ، وكأنك تريدين
الاستفادة منها ومن تجربتها الشخصية في الحياة ، باعتبار أنها أكبر منك ، وخلال
كلامك معها مرري لها خطابات غير مباشرة ، ونصائح تربوية ، أو قصص دعوية ، حوول
هؤلاء المبتلين بمثل هذه العلاقات ، ومن الممكن ضرب المثال بما يحدث في الغرب ، وما
يمثله من انتكاس للفطر ، وقد يكون من المفيد أن يبدأ ذلك بخبر عن زواج المثليين ،
مثلا ، يأتي بصورة عابرة ، ربما يكون عن طريق قراءة أو سماع قصة لوط مع قومه ، أو
قراءة كتاب ، أو رسالة ، أو سماع موعظة ، وهكذا حاولي أن تنوعي معها مصادر الحصول
على المعلومة المطلوبة ، مع تعميم الكلام ، وعدم إشعارها أنها مقصودة منه بصورة
مباشرة .
4- تقربي منها أكثر وحاولي مصاحبتها وفتح قلبك لها ، حاولي أن تشاركيها همومها ،
وتشركيها معك في همك ؛ باختصار : حاولي أن تمثلي لها بديلا آمنا للصداقة ، تستغني
بك عن صاحبة السوء .
5- احرصي على تشجيعها على هواياتها إن كانت لها هوايات ، أو لدعوتها لممارسة
الرياضة معا فإن فيها تفريغا للحاجيات والطاقات الجنسية .
6- دعي الأمر سرا بينك وبين نفسك ، ولا تخبري به أحدا من العائلة فقد يتصرفون تصرفا
بعكس ما يجب ، ولقد أحسنت فعلا بالاستشارة وبعدم التسرع في إبلاغ والديك ، لكن إذا
استمر الأمر ، ولم تشعري بتحسن معها ، أو شعرت بنوع إصرار ، فلا مانع من إعلامها
تدريجيا ، بما وقفت عليه من ذلك ، لكن على طريق الشفقة والنصيحة ، والخوف عليها ،
والحرص على دينها وعرضها وشرفها .
7- احرصي على أن تذكريها بشكل غير مباشر برقابة الله واطلاعه على الخبايا وما تخفي
النفوس وباليوم الآخر وبأن الإنسان محاسب على كل ما يفعل .
8- ذكريها بأسماء الله وصفاته التي تبعث في نفس العاصي الأمل والرجاء فيه سبحانه
مثل اسمه سبحانه الغفور والعفو والستير والتواب ، وذكريها بأن الله يقبل توبة العبد
مهما أسرف على نفسه ومهما غرق في المعاصي ومهما ابتعد .
9- اسألي الله أن يمن عليها بزوج صالح يغنيها بالحلال عن الحرام وينسيها هذه
العاطفة المحرمة .
10- أما آخر الطريق معها : فهو تهديدها بإخبار ولي أمركما ، ليتصرف هو ، أو يمنعها
من هذه الجامعة ، أو يتحمل هو عبء ذلك ؛ لكن الكي : آخر الدواء !!
نسأل الله لأختك الهداية والتوبة النصوح ، ولك التوفيق والقبول والثبات .
والله أعلم .