هل هناك فضائل معيّنة لقراءة سورة قاف ، وسورة الجمعة ؟
الحمد لله.
أما سورة الجمعة : فقد تقدم في جواب السؤال رقم : (121646) أنه لا يصح في فضلها شيء ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في صلاة الجمعة في الركعة الأولى ، وفي الثانية بسورة " المنافقون " .
وأما سورة " ق " فقد ورد بشأنها عدة أحاديث ، منها :
1 - ما رواه مسلم (891) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ : مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ؟ ، فَقَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) .
2 - وروى مسلم أيضا (873) عَنْ أم هشام بِنْتٍ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ : (مَا حَفِظْتُ ق، إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ) ، قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا " .
قال النووي رحمه الله :
" قَالَ الْعُلَمَاء سَبَب اِخْتِيَار ( ق ) أَنَّهَا مُشْتَمِلَة عَلَى الْبَعْث وَالْمَوْت وَالْمَوَاعِظ الشَّدِيدَة وَالزَّوَاجِر الْأَكِيدَة ، وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب قِرَاءَة ( ق ) أَوْ بَعْضهَا فِي كُلّ خُطْبَة " انتهى .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَذِهِ السُّورَةِ فِي الْمَجَامِعِ الْكِبَارِ ، كَالْعِيدِ وَالْجُمَعِ ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَى ابْتِدَاءِ الْخَلْقِ ، وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالْمَعَادِ وَالْقِيَامِ وَالْحِسَابِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ والثواب والعقاب والترغيب والترهيب " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 367) .
3 - وروى الإمام أحمد (16982) عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ) صححه الألباني في الصحيحة (1480)
وسورة " ق " أول المفصل كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (7 /392) .
وانظر إجابة السؤال رقم : (143301) .
4 - وروى مسلم (458) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـــ " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ " وَكَانَ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا " .
وفي رواية له : " كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ " ق وَالْقُرْآنِ " وَنَحْوِهَا " .
5 - ذكر الزيلعي رحمه الله في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 361) أن الثعلبي روى عَن أبي بن كعب عن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ : (من قَرَأَ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ ثَارَاتِ الْمَوْت وَسَكَرَاته) .
ولكن هذا من جملة الحديث الموضوع المروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه في فضائل السور ، وقد اتفق العلماء على أنه حديث باطل موضوع كله .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره ، فذكر عند كل سورة منه ما يخصها ، وتبعه أبو الحسن الواحدى في ذلك " انتهى .
انظر : "الموضوعات" لابن الجوزي (1 /240) .
وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (47618) .
والله أعلم .