الحمد لله.
أولا :
دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن " القادر " من أسماء الله تعالى الحسنى ، وأن
من صفاته أنه على كل شيء قدير ؛ فقال تعالى : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ
آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) الأنعام/ 37 .
، وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا
مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) الأنعام/ 65 ، وقال عز وجل : ( أَوَلَيْسَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ
بَلَى وَهُوَ الخَلاقُ العَلِيمُ ) يس/81 ، وقال سبحانه : ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ
الْقَادِرُونَ ) المرسلات/23 .
وعند مسلم (187) في حديث آخر من يدخل الجنة قول الرب عز وجل : ( ... وَلَكِنِّي
عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ ) .
وقال ابن منده رحمه الله :
" ومن أسماء الله عز وجل : القدير والقادر والمقتدر " انتهى من "التوحيد" (ص412) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فالقادر اسم ، والقدير اسم ، والمقتدر اسم ، مع أنها كلها مشتقة من صفة واحدة ،
لأن بعضها يزيد بخصوصية عن الآخر " انتهى من "المجلي شرح القواعد المثلي" (1/160) .
وقال علماء اللجنة :
" أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل القادر،
العليم، الحكيم ، السميع ، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله ، وعلى ما قام
بها من العلم والحكمة والسمع والبصر " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 160) .
فمن زعم أن " القادر " ليس من أسماء الله تعالى ، أو
زعم أنه لا يجوز أن يتسمى العبد بــ " عبد القادر " ، أو أن التسمي بهذا غير محبوب
ولا مرغوب في الشرع : فهو جاهل بأسماء الله وصفاته ، يُعلم وينصح ألا يتكلم في
أسماء الله وصفاته بغير علم ، ولا يشذ بقول يخالف نصوص الكتاب والسنة ، وأقوال أئمة
الإسلام ، لا في أبواب العقيدة ولا في غيرها .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (155382)
.
والله تعالى أعلم .