الحمد لله.
وهذا إسناد ضعيف لا يحتج به
: الزبير بن محمد وشيخه وأبو شيخه : مجهولون لا يعرفون .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" مداره على الزبير بن محمد بن خالد العثماني: حدثنا عبد الله بن القاسم الأيلي عن
أبيه بإسناده إلى علي . وهؤلاء الثلاثة في عداد المجهولين ؛ فإن أحدا من أهل الجرح
والتعديل لم يذكرهم مطلقا " انتهى من "دفاع عن الحديث النبوي" (ص 42) .
والصحيح في خبر هجرة عمر رضي
الله عنه ما رواه ابن إسحاق قال :
" ثُمَّ خَرَجَ عُمر بْنُ الْخَطَّابِ ، وعَيَّاش بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ
الْمَخْزُومِيُّ ، حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ: اتعَدْتُّ، لَمَّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إلَى
الْمَدِينَةِ ، أَنَا وعَيَّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بْنِ وَائِلٍ
السَّهْمِيُّ التَّناضِبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَوْقَ سَرِف وَقُلْنَا:
أَيُّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبس فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ ، قَالَ:
فَأَصْبَحْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّناضِب ، وحُبس عنا
هشام ، وفُتن ، فافتتن.
" انتهى من سيرة ابن هشام" (2/ 85) ، وصححه الحافظ في "الإصابة" (6/ 423) .
ثانيا :
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس ، وأشدهم جرأة في الحق ، وكان الصحابة رضي
الله عنهم إذا اشتد البأس في الحروب : اتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
فروى البخاري (2820) ، ومسلم (2307) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : (
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ
النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ ) .
قال الحافظ رحمه الله :
" فَجَمَعَ صِفَاتِ الْقُوَى الثَّلَاثِ الْعَقْلِيَّةِ وَالْغَضَبِيَّةِ
وَالشَّهْوَانِيَّةِ ، فَالشَّجَاعَةُ تَدُلُّ عَلَى الْغَضَبِيَّةِ ، وَالْجُودُ
يَدُلُّ على الشهوانية ، وَالْحُسْنُ تَابِعٌ لِاعْتِدَالِ الْمِزَاجِ
الْمُسْتَتْبِعِ لِصَفَاءِ النَّفْسِ الَّذِي بِهِ جَوْدَةُ الْقَرِيحَةِ الدَّالِّ
عَلَى الْعَقْلِ ، فَوُصِفَ بِالْأَحْسَنِيَّةِ فِي الْجَمِيعِ " انتهى .
وروى مسلم (1776) عن
الْبَرَاء رضي الله عنه قال : " كُنَّا وَاللهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي
بِهِ ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ ، يَعْنِي النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
قال النووي رحمه الله :
" وَفِيهِ بَيَان شَجَاعَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِظَم وُثُوقه
بِاَللَّهِ تَعَالَى " انتهى .
وإنما فعل ما فعل بشأن هجرته
صلى الله عليه وسلم : لأنه يشرع لأمته ، وليس من الحكمة ولا من العقل ، ولا من
الشرع أيضا في شيء : أن يقدم على أمر خطير كهذا ، لم يأخذ له أهبته ، ولم يعد له
عدته ؛ وإنما هذا : كأكل الطعام للجائع ، وغير ذلك من الأسباب التي شرعها لأمته.
وإذا قدر أن عمر رضي الله عنه : قد صح عنه ذلك الأمر ؛ فإنما عمر رجل واحد ، إذا
هلك : هلك رجل واحد ، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو المبلغ عن ربه ،
إمام الناس في دينهم .
وإنما عمر أيضا رجل واحد ، لا يشرع لأحد بفعله أو قوله ، ولا يتأسى به غيره ، وأما
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقوله ، وفعله ، خاصة في مثل ذلك : تشريع لأمته .
قال علماء اللجنة :
" ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله ، فمن
أخذ بالأسباب واعتمدها فقط ، وألغى التوكل على الله فهو مشرك ، ومن توكل على الله
وألغى الأسباب : فهو جاهل مفرط مخطئ ، والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما " .
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 375) .
راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (10063) .
والله أعلم .