الحمد لله.
إذا تحققت حاجة الشخص إلى هذا البرنامج ، أو غيره من البرامج المفيدة ، ولم يمكنه
الحصول عليه ، أو الدخول على موضعه ، إلا بمشاهدة مثل هذه الصورة ، أو وجود موسيقى
في صفحة البرنامج ، أو نحو ذلك ، فيقال هنا : إن احتمال مثل هذه المفاسد اليسيرة ،
لأجل تحصيل مصلحة أعلى منها ، أو دفع مفسدة أكبر منها : أمر مشروع ، جاءت الشريعة
بمثله في عامة مواردها .
قال ابن نجيم رحمه الله :
" إذَا تَعَارَضَ مَفْسَدَتَانِ : رُوعِيَ أَعْظَمُهُمَا ضَرَرًا بِارْتِكَابِ
أَخَفِّهِمَا .
قَالَ الزَّيْلَعِيُّ : ثُمَّ الْأَصْلُ فِي جِنْسِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ أَنَّ مَنْ
اُبْتُلِيَ بِبَلِيَّتَيْنِ، وَهُمَا مُتَسَاوِيَتَانِ: يَأْخُذُ بِأَيَّتِهِمَا
شَاءَ ، وَإِنْ اخْتَلَفَا : يَخْتَارُ أَهْوَنَهُمَا ؛ لِأَنَّ مُبَاشَرَةَ
الْحَرَامِ لَا تَجُوزُ إلَّا لِلضَّرُورَةِ ، وَلَا ضَرُورَةَ فِي حَقِّ
الزِّيَادَةِ " .
انتهى من "الأشباه والنظائر" (ص 76) .
وحينئذ : إذا كانت المصلحة
المرجوة من مثل هذه البرامج ، أعلى من المفاسد التي توجد فيها ، وكانت الحاجة إليها
عامة : فلا حرج عليك في دلالة غيرك عليه ، ولا تتحمل أنت إثم نظره إلى هذه الصور ،
إذا نظر إليها .
ولو أمكنك أن تنبه من تدله ، إلى اتقاء هذه المفسدة : فهو أحسن ، وأبرأ لذمتك .
وينظر إجابة السؤال رقم : (184242)
.
وأما إذا لم تدع الضرورة ،
أو تتحقق الحاجة إلى مثل ذلك ، فلا داعي إلى فتح مثل هذه الأبواب على غيرك ؛ قال
الحسن بن صالح رحمه الله : " إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير
يريد به بابا من السوء " .
انتهى من "حلية الأولياء" (7 /331) .
وينظر إجابة السؤال رقم : (39923)
، والسؤال رقم : (104043)
.
والله أعلم .