الحمد لله.
وكيف يطيب لمسلم أن يثني على
ما قام به أهل الجاهلية من قتل الأنفس البريئة ، أو يلتمس لهم العذر فيما فعلوا ؟!
ثم لا يكتفي حتى يصرح باسم فرعون هذه الأمة وطاغوتها ، عدو الله أبي جهل ، فيلين من
حاله ، أو يحسنه !!
ألهذه الدرجة هان الدين في نفوس الناس ؟!
فقائل هذه الكلمة إن سلم من
الكفر ، لم يسلم من كبيرة من أكبر الكبائر ، فإنه يقف في صف أبي جهل مدافعا عنه ،
ويعارض القرآن الكريم ، وكفى بهذا قبحا!
وقد نهى الله تعالى في القرآن الكريم عدة مرات عن قتل الأولاد وقتل النفس إلا بالحق
، فكأن قائل هذه العبارة يصوب فعل أبي جهل ، ويخطئ القرآن الكريم؟!
قال الله تعالى : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )
التكوير/8-9.
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" هو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء ، من غير سبب ، إلا
خشية الفقر ، فتسأل : ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )، ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب ،
ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن " (ص/912) .
وهب أنها فعلت ما فعلت .
وهب أنها تفاحشت .
وهب أنها زنت ... ، والعياذ بالله .
فما بهذا جاء دين الله ، وليس هذا هو ما تستحقه في شرع الله !!
فهي كلمة باطلة ، على كل وجه ، وبكل حال ..
والواجب على المسلم دائما
تقوى الله تعالى في كلامه وسكوته ، فيكون نصيرا للحق ، محاربا للظلم ، متورعا أن
ينال إثما ، بزلة لسان يوافق فيها الظلمة ، ويؤيد بها الإجرام .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الْعَبْدَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ
أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) رواه البخاري (6477) ، ومسلم
(2988) .
وهذا يدعونا إلى التأمل مرة أخرى في سلوكنا ، وتقويم زلات ألسنتنا ، كي تستقيم
حياتنا بإذن الله وفق شرع الله .
والله أعلم .