الحمد لله.
البنت الصغيرة إما أن تكون في سن وشكل ، يشتهيها فيه الرجل عادة ، لكونها أقرب إلى مرحلة البلوغ ، وإما أن تكون صغيرة في سن لا تُشتهى فيه .
ففي الحالة الأولى : وهي أن تكون في سن وشكل تُشتهى فيه :
فأهل العلم يفتون بعدم جواز النظر إلى مثل هذه البنت ، لما فيه من الفتنة وتحريك الشهوة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" إذا بلغت البنت حدا تتعلق بها نفوس الرجال وشهواتهم فإنها تحتجب ، دفعا للفتنة والشر ، ويختلف هذا باختلاف النساء ، فإن منهن من تكون سريعة النمو جيدة الشباب ، ومنهن من تكون بالعكس "انتهى من " مجموع أسئلة تهم الأسرة المسلمة " .
وعليه : فلا يحل نشر صور الفتاة التي في مثل هذا السن والهيئة ، لأن في نشرها إعانة لغيرك على النظر الحرام ، وداعية للتعلق بصاحبة الصورة .
والله تعالى يقول : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة ( 2 ) .
الحالة الثانية : أن تكونَ في سن لا تُشتهى فيه .
فلا بأس بالنظر إليها ، لعدم وجود الشهوة ، وأمن الفتنة .
قال ابن قدامة في المغني( 9/501 ) : " فأما الطفلة التي لا تصلح للنكاح ، فلا بأس بالنظر إليها " انتهى .
وفي " الموسوعة الفقهية الكويتية " ( 40/347 ): " واتفقوا – أي الفقهاء - على أنّه يجوز للرجل أن ينظر ـ بغير شهوة ـ إلى جميع بدن الصغيرة التي لم تبلغ حدّ الشهوة سوى الفرج منها " انتهى .
والذي ننصحك به : ألا تنشري صورتك ، على صحفتك الشخصية مطلقاً ؛ لأن ذلك يفتح على غيرك باب التعلق بالصورة ، والتطلع إلى حقيقتها ، والربط بينها وبينك الآن ؛ وفي هذا من المشغلة والفتنة ما يدعو إلى منعه ، وسد بابه ، خاصة في زمان كهذا : غلبت فيه الفتن ، وضعف الورع ، ووازع الدين والعقل .
وللفائدة : يراجع الفتوى رقم (174965) .
والله أعلم .