الحمد لله.
فإذا كان المسلم يملك حيوانا
محترما كبهيمة الأنعام ، فمات ، فإنه مصاب أصيب به في ماله ، يشرع له الاحتساب
والاسترجاع لأجله .
وقد روى ابن أبي شيبة (26652) بسند صحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ :
" انْقَطَعَ قُبَالُ نَعْلِ عُمَرَ ( وهو السير الذي يعقد فيه الشسع ) ، فَقَالَ :
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، أَفِي قُبَالِ نَعْلِكَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، كُلُّ شَيْءٍ أَصَابَ
الْمُؤْمِنَ يَكْرَهُهُ , فَهُوَ مُصِيبَةٌ " .
وقال القرطبي رحمه الله :
" المصيبة: النكبة ينكبها الإنسان ، وإن صغرت " انتهى من "تفسير القرطبي" (2/ 175)
.
راجع إجابة السؤال رقم : (157920) .
أما إذا كان هذا الحيوان مما يحرم اقتناؤه ، أو كان موته ليس بمصيبة في الحقيقة ، مثل أن يكون مملوكا لغيره ، أو لا يكون مملوكا لأحد ، بل هو من الحيوانات البرية : فلا يظهر وجه للاسترجاع والاحتساب في موت مثل ذلك .
لكن لو أنه تذكر الموت ، بما
رأى من موت ذلك الحيوان ، فاسترجع ، وتذكر موت الخلق ، ورجوعهم إلى ربهم : فمثل هذا
لا بأس به ، إن شاء الله ، وهو من التفكر والتذكر المشروع .
قال القرطبي رحمه الله :
" قوله:" إنا لله" : توحيد وإقرار بالعبودية والملك .
وقوله: " وإنا إليه راجعون" : إقرار بالهُلْك على أنفسنا ، والبعث من قبورنا،
واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له " انتهى من " تفسير القرطبي" (2/ 176) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه
الله :
" الكافر إذا مات فلا بأس أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله ، ولو
كان من غير أقربائك ؛ لأن كل الناس إليه راجعون ، وكل الناس ملك لله سبحانه وتعالى،
فلا بأس بهذا " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (ص 375) .
والله أعلم .