أرسلت صورها لأحد الشباب ثم تابت ، فهل يتزوجها ؟
قابلت فتاة في الجامعة ، فتحدثت معها في غضون أسبوع ، وأخبرتها برغبتي في الزواج ، وتواصلت مع أبويها ، وأخبرت أبوي ، وبعد ثلاثة أسابيع أصبحنا مقربين جداً ، وكنت كلما التقيت بها حضنتها وأمسكت يدها ، أعلم أن هذا لا يصح ، وفي إحدى المرات كنت أتصفح هاتفها الخلوي فوجدت أنها أرسلت منذ عام صوراً عارية لها لأحد الشباب ، فواجهتها بذلك ، فقالت : إن ذلك الشاب أراد استغلالها ، وأنها لم تعد تتواصل معه ، وأنها قد تابت وندمت ، وقالت : أنه لم يسبق لبشر أن مسّها ، وأن تلك الصور هي أسوء شيء فعلته في حياتها .
لقد التزمت الآن ، وصارت ترتدي الحجاب ، لكنني أشعر بالامتعاض من تلك الصور ، ولا أدري ما العمل ؟ فهل أمضي في الزواج بها أم لا ؟ وكيف أنسى موضوع الصور ؟
الجواب
الحمد لله.
ليس هناك في الإسلام من علاقة بين الرجل والمرأة إلا في إطارات محددة ، حددها الشرع
وجعل لها ضوابط لا يزيغ عنها إلا هالك ، لذلك وجب علينا تنبيهك لخطأ العلاقة بينك
وبين زميلتك منذ البداية ، بل حتى لو صارت خطيبتك بصورة رسمية ، فإن ذلك لا يبيح لك
الخلوة بها ، والخروج معها ، بل ولا مس يدها ؛ وأما ما ذكرته من احتضانك لها ، فلا
يخفى ما فيه من المخالفة الفادحة ، والعدوان على حرمات الله .
وبعد ؛ فلقد كان الواجب على تلك الفتاة : أن تستر على نفسها ، وأن تعلم أن من شروط
توبتها ، أن تدع المعصية السابقة لها ، وتندم عليها ، وتعزم على ألا تعود لمثلها
أبدا ؛ ولقد كان من جملة توتبتها : أن تتخلص من تلك الصور العارية ، لكنها لم تفعل
، فلعل ذلك لغفلة منها ، أو نسيان ، أو قلة علم بما يجب عليها في ذلك .
وعلى كل حال : فإذا كنت قد رأيت من حال الفتاة : أنها قد تابت حقا ، وأن حالها حسنة
، قد حافظت على دينها ونفسها ، وأنها قطعت عنها كل تلك العلائق السابقة ؛ فليس عليك
حرج ولا جناح في الزواج بها ، بل نحن نشجعك على مثل ذلك ، إعفافا لها ، وسترا عليها
، وإعانة لها على أمر دينها ؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي
عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (2699) .
لكن ذلك كله مشروط بأن تتمكن من تجاوز عقبة تلك الصورة ، بأن تحذفها هي نهائيا من
سجلاتها ، ولا بأس أن تتخلص من هاتفها بصورة آمنة ، وتحذفها أنت من حساباتك !!
وأما إذا كنت تعلم من طبعك ، وحالك أنك لن تتمكن من تجاوز ذلك ، وسوف تظل تذكر ذلك
، وتنغص عيشك ، وعيش امرأتك بزلة سابقة ، اكتشفتها أنت : فلا ننصحك بالإقدام على
ذلك الزواج ، ومن الآن إذا ، أفضل من الفراق ، أو العيش النكد بعد ذلك .
وللفائدة : ينظر جواب السؤال رقم : (147576)
.
والله أعلم .