الحمد لله.
وقد قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،
الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ
وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا
وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) . رواه البخاري ( 853 ) - واللفظ له - ، ومسلم (
1829 ) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا )
رواه مسلم (1159) .
قال النووي ـ رحمه الله : " قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله : على الآباء والأمهات
تعليم أولادهم الصغار ما سيتعين عليهم بعد البلوغ ، فيعلمه الولي الطهارة والصلاة
والصوم ونحوها ويعرفه تحريم الزنا واللواط والسرقة وشرب المسكر والكذب والغيبة
وشبهها : ويعرفه أن بالبلوغ يدخل في التكليف ويعرفه ما يبلغ به . " انتهى من
"المجموع"(1/26) ، وينظر : "المجموع " ، أيضا(3/11).
ثانيًا:
إذا كانت والدتك لا تعلم الأحكام المترتبة على البلوغ ، كما يحصل كثيرا في البلدان
التي تبعد عن العلم وأهله كبعض البوادي ، أو بلاد الغرب ، أو نحو ذلك ، فالواجب أن
يقوم بمهمة التعليم والدعوة إلى الله : من تعلم ذلك من الأسرة ، سواء كان ولدا أو
بنتا ، ثم الأقرب ، فالأقرب .
وما دمت قد تعلمت شيئا من أحكام الشرع التي يحتاج إليها ، وكنت تعلمين أن أختك على
وشك البلوغ ، فالواجب عليك أن تعلميها ما تحتاج إليه من الأحكام ، وتخيري لذلك
طريقة حسنة مناسبة .
بل نحن نظن أن تعلميك لها ربما كان أنفع وأيسر من تعليم الوالدة ، نظرا لتقاربكما
في السن ، وسهولة التفاهم بينكما .
ثم تعلمين الوالدة أيضا ما تحتاج إليه من أحكام الدين ، التي تظنين أنها لا تعرفها
.
واستعيني على ذلك أيضا ، مع التعليم المباشر ، بإرشاد الوالدة إلى القنوات
الإعلامية الشرعية المفيدة ، كمواقع الإنترنت التعليمية الموثوق بها ، والفضائيات
الإسلامية المستقيمة على طريق أهل السنة ، إن كان هناك ما يفيد الأسرة ، بلغة
يعرفونها .
ولا شيء في ذلك يدعو للغرابة ، أو الخجل ، أو نحو ذلك ؛ فما زال في الناس من يجهل
أحكاما كثيرة يحتاجها ، وعلى من عرفها أن يساعده في تعلمها ، سواء كان صغيرا ، أو
كبيرا .
عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ
سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : " جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا
احْتَلَمَتْ .." البخاري(130) ، ومسلم (313) .
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
" وَإِنَّمَا قَالَتْ هَذَا اِعْتِذَارًا بَيْن يَدَيْ سُؤَالهَا عَمَّا دَعَتْ
الْحَاجَة إِلَيْهِ : مِمَّا تَسْتَحْيِي النِّسَاء - فِي الْعَادَة - مِنْ
السُّؤَال عَنْهُ , وَذِكْره بِحَضْرَةِ الرِّجَال .
فَفِيهِ : أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَضَتْ لَهُ مَسْأَلَة أَنْ يَسْأَل عَنْهَا
, وَلَا يَمْتَنِع مِنْ السُّؤَال حَيَاء مِنْ ذِكْرِهَا , فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ
بِحَيَاءٍ حَقِيقِيّ لِأَنَّ الْحَيَاء خَيْر كُلّه , وَالْحَيَاء لَا يَأْتِي
إِلَّا بِخَيْرٍ , وَالْإِمْسَاك عَنْ السُّؤَال فِي هَذِهِ الْحَال لَيْسَ
بِخَيْرٍ , بَلْ هُوَ شَرٌّ ؛ فَكَيْف يَكُون حَيَاء ؟! ... وَقَدْ قَالَتْ
عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا : نِعْمَ النِّسَاء نِسَاء الْأَنْصَار , لَمْ
يَمْنَعهُنَّ الْحَيَاء أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّين . وَاللَّهُ أَعْلَم " .
انتهى من " شرح مسلم " (3/224).
ثالثًا :
الإفرازات المهبلية التي تنزل من المرأة عدة مرات كل يوم لا توجب غسلًا ؛ وإنما يجب
الغسل بسبب الجنابة ، أو طهارة المرأة من الحيض .
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم : (50404)
.
وانظري للفائدة جواب سؤال رقم : (99507)
في الفرق بين المني والمذي والرطوبة .
والله أعلم ..