أهلها نصارى ويرفضون زواجها من شاب مسلم ، فماذا تفعل ؟
فتاة أسلمت حديثاً وترغب بالزواج من شاب مسلم، ولكنّ أهلها من النصارى، ويعارضون هذا الزواج، ماذا يجب أن تفعل؟
الجواب
الحمد لله.
إذا كان أهلك يعارضون هذا الزواج لكون الشاب مسلماً ولرغبتهم بزواجك من رجل غير
مسلم ، فلا يلزمك طاعتهم ، ولك الزواج من هذا الشاب المسلم دون رضاهم .
وعليك محاولة إقناعهم بهذا الزواج بلطف ، وأن تبيني لهم أن دينك لا يبيح لك الزواج
من غير المسلم بأي حال من الأحوال.
وأما إذا كانوا يعارضون هذا الزواج لعدم رضاهم عن بعض سلوكياته أو تصرفاته أو لأمور
أخرى لا تتعلق بدينه ، فالأولى بك البحث عن زوج آخر يتم التوافق عليه والرضا به
منكم جميعاً ، فإن ذلك من المصاحبة بالمعروف التي أُمر بها المسلم مع والديه غير
المسلمين ، كما قال تعالى : ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ).
قال الطبري : " وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا بِالطَّاعَةِ لَهُمَا فِيمَا لَا
تَبَعَةَ عَلَيْكَ فِيهِ ، فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ ، وَلَا إِثْمَ "
انتهى ، "جامع البيان" (18/ 553).
قال ابن عاشور : " وَالْمَعْرُوفُ : الشَّيْءُ الْمُتَعَارَفُ الْمَأْلُوفُ الَّذِي
لَا يُنْكَرُ ، فَهُوَ الشَّيْءُ الْحَسَنُ، أَيْ صَاحِبْ وَالِدَيْكَ صُحْبَةً
حَسَنَةً " انتهى ، "التحرير والتنوير" (21/161).
ولا شك أن ذلك يشمل : الملاطفة، والمشاورة،
والمداراة.
وإن تعذر التوافق بينكم على شخص مسلم ، فالقرار في هذا الأمر لك وحدك ، وليس لهم
عليك أي سلطان في هذا ؛ لأنه لا ولاية لغير المسلم على المرأة المسلمة في الزواج
وغيره من الأمور.
وعلى كل الأحوال يجب أن يتولى عقد نكاحك رجل مسلم من أقاربك ، فإن لم يوجد فيزوجكِ
مدير المركز الإسلامي ، أو إمام المسجد.
وينظر جواب السؤال (48992) .
والله أعلم