الحمد لله.
أولاً :
دلت النصوص الشرعية على وجوب طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما ، قال الله عز
وجل : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا . . ) الإسراء/23 .
وقوله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..) سورة النساء /36.
وعَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : " أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى
نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى
الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَهَلْ
مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ) قَالَ : نَعَمْ بَلْ كِلَاهُمَا قَالَ : (
فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ( فَارْجِعْ إِلَى
وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا ) " رواه مسلم (2549).
وغير ذلك من النصوص الدالة على أن برهما والإحسان إليهما من أفضل الطاعات وأجل
القربات.
ثانيًا :
يشترط لخروج المرأة من بيتها إذن والدها ، فإن كانت ذات زوج اشترط إذن زوجها ؛ لما
رواه البخاري (893) عن ابن عمر رضي الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال - : (
كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي
أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ
زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ).
سئل علماء "اللجنة الدائمة" : (12/101) : ما حكم ذهابي إلى المسجد أو مجلس ذكر في
بيت مسلم للدعوة أو التلقي بغير إذن الوالد ، إذ أنه لو علم بذلك لمنعني ، ولكن
الإيمان يبلى كما يبلى الثوب ، وأحتاج إلى تجديد إيماني ؛ لأني في وسط مليء
بالمنكرات، فهل يجوز لي الذهاب خفية أم لا ؟
فأجابوا : المرأة قبل زواجها تحت ولاية أبيها ، فلا يجوز لها الخروج من البيت إلا
بإذنه ، سواء كان للمسجد أو لغيره ؛ لأن طاعة الأب واجبة في غير معصية الله " انتهى
.
وعليه :
حاولي أخذ إذن أبيك ؛ لأنه هو وليك والمسئول عنك ، فإذا أذن بالخروج ، فلك أن تخرجي
مع محاولة استرضاء الأم بما تستطيعين .
وإن رفض الأب ، فليس لك الخروج .
وبإمكانكِ التوفيق بين طاعة الوالدين وتحصيل العلم الشرعي عن طريق سماع الأشرطة
العلمية والقنوات العلمية المفيدة ، ففيها الخير الكثير ، ومن ترك شيئا لله عوضه
الله خيرا منه .
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : " لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى
أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور , وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن
وأقرب للفهم والمناقشة , لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم " انتهى من " مجموع
الفتاوى " (26/143).
ولا شك أن تفقهك في الدين واجتماعك بأخواتك في الله مطلب عزيز ، وشأن طيب ، ولذا
نقترح عليك تحصيل ولو درجة من هذا الاجتماع عبر مجموعات التواصل الاجتماعي كالواتس
آب ونحوه مثلاً ، بحيث تكونين معهم صوتاً وروحاً ، ولو لم تكوني معهم جسداً .
ونسأل الله لك التوفيق .
وينظر جوال السؤال : (154378).
والله أعلم .