الحمد لله.
ثانيا :
لم يرد في نصوص الشرع شيء ثابت صريح عن مكان خروج المهدي .
فقد سئل الشيخ عبد العزيز الطريفي حفظه الله :
هل ورد حديث عن مكان خروج المهدي ؟
فأجاب :
" قد روي في هذا ، لكنه لا يصح ؛ فقد روى أحمد في مسنده (22387) عن شريك ، عن علي
بن زيد ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان ، فائتوها ، فإن فيها
خليفة الله المهدي ) ،
ورواه ابن ماجه (4084) ، والحاكم في " المستدرك " (8432) من حديث سفيان عن خالد
الحذاء ، عن أبي قِلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال : رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً
لم يقاتله قوم ، ثم ذكر شيئًا ، فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ، ولو حبوًا على الثلج
فإنه خليفة الله المهدي ) .
ولا يصح منها حديث .
وروي من غير هذه الطرق خروجه من مكة ، ولا يصح ، ولا يصح في تحديد موطن خروجه خبر "
انتهى من موقع الشيخ .
http://www.altarefe.com/cnt/ftawa/323
وحديث أحمد ضعفه الشيخ
الألباني رحمه الله في " ضعيف الجامع " (506) ، وكذا ضعفه محققو المسند .
وحديث ابن ماجة ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في " ضعيف سنن ابن ماجة " .
وروى ابن المقرئ في " معجمه
" (90) من طريق عَبْد الْوَهَّابِ بْن الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ
بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْيَمن يُقَالُ لَهَا : كَرعَةٌ ،
وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي : أَلَا إِنَّ هَذَا
الْمَهْدِيُّ فَاتَّبِعُوهُ )
وعبد الوهاب بن الضحاك متهم ، كذبه أبو حاتم . وقال النسائي وغيره : متروك .
وقال الدارقطني : منكر الحديث . وقال البخاري : عنده عجائب .
وذكر له الذهبي هذا الحديث من أوابده .
" ميزان الاعتدال " (2/ 679) .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (171131)
، ورقم : (136537) .
ثالثا :
ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء ، شرقي دمشق .
روى مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه ، قَالَ : ذَكَرَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ،
فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ... فذكر الحديث ، وفيه : ( فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ -
يعني الدجال - إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ
الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ - أي ثوبين
مصبوغين بورس ثم بزعفران - وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذَا
طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ
كَاللُّؤْلُؤِ ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ،
وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ
بِبَابِ لُدٍّ ، فَيَقْتُلهُ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله :
" وَالْمَسِيحُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ
- لَا بُدَّ أَنْ يَنْزِلَ إلَى الْأَرْضِ ، عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ ،
شَرْقِيِّ دِمَشْقَ ؛ فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ
الْخِنْزِيرَ ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ " انتهى من "
مجموع الفتاوى " (4/329) .
وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه
الله :
أيّ مَحل ينزل بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ؟
فَأجَاب بقوله : " الْأَشْهر مَا صَحَّ فِي مُسلم : أَنه ينزل عِنْد المنارة
الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق " انتهى من " الفتاوى الحديثية " (ص 132) .
وللفائدة ينظر إلى جواب السؤال رقم : (26117) ، وجواب السؤال رقم : (43840) .
والله أعلم .